“قرى تُركت عطشى بلا رحمة” البديني ومنهرو

“قرى تُركت عطشى بلا رحمة” البديني ومنهرو
بقلم : جلال ربيع
كارثة إنسانية في قرى بني سويف.. سحب خط مياه من محطة مياة الشرب التابعة لقريتي “البديني ومنهرو” إلى مركز أهناسيا محافظة بنى سويف يُحرم آلاف الأهالي من قطرة ماء
في مشهد يفتقر إلى أبسط معايير العدالة والإنسانية، يعيش أهالي قريتي البديني ومنهرو التابعتين لمركز أهناسيا بمحافظة بني سويف، معاناة قاسية بسبب انقطاع مياه الشرب بصفة مستمرة، وذلك بعد سحب خط مياه (قطر 12 بوصة) الذي كان يمد القريتين بالمياه وتحويله لصالح مركز أهناسيا.
هذه الخطوة – التي وصفتها الأهالي بـ”الجائرة” – جاءت دون أي اعتبار لحقوق سكان القريتين، ودون توفير بديل يغطي احتياجاتهم الأساسية من المياه، مما جعل آلاف المواطنين يعيشون حالة من العطش والإهمال، ويضطرون يوميًا إلى البحث عن مصادر بديلة لجلب المياه من القرى المجاورة في ظروف بالغة الصعوبة خاصة كبار السن والاطفال والمرضى.
وقال عدد من الأهالي في تصريحاتهم إن سحب خط المياه تسبب في انقطاع شبه دائم للمياه عن القريتين، مشيرين إلى أن أكثر من 10 آلاف مواطن باتوا محرومين من أبسط حقوقهم وهو كوب ماء نظيف، في وقت تتحدث فيه الدولة عن تحسين جودة الحياة في الريف المصري ضمن مبادرة “حياة كريمة”.
الأهالي حمّلوا شركة مياه الشرب والصرف الصحي، وكذلك الجهات التنفيذية في المحافظة، المسؤولية الكاملة عمّا يحدث، وناشدوا محافظ بني سويف التدخل العاجل لإعادة الحق لأصحابه، وضمان وصول المياه إلى منازل القريتين بشكل دائم ومنتظم.
“من غير المعقول أن يُعاقب الآلاف من المواطنين من أجل تزويد مركز بالمياه على حساب قرى تُركت عطشى بلا رحمة!” هكذا عبّر أحد كبار القرية عن غضبه، مؤكدًا أن الصبر بدأ ينفد وأنهم سيتخذون إجراءات قانونية وتصعيد إعلامي في حال استمرار الصمت الرسمي.
ما يحدث في قريتي البديني ومنهرو هو صرخة استغاثة مفتوحة في وجه كل مسؤول لديه ضمير، فالماء ليس رفاهية… بل حق إنساني لا يمكن التهاون فيه.