
قصة قصيرة(عندما يغني الصفصاف)
بقلم . الكاتب /إبراهيم شبل
شيئ واحد بهذه الحياه كلما حنوت إليه بجانب أسرتي
يذكرني بأيام طفولتي الجميلة
،وأجمل ماتراه عيني كل يوم شجرة الصفصاف التي كان زرعها جد أبي بجانب مصلية بجوار الترعة الكبيرة ؛ويقول أبي لي عندما كان جد يذهب إلى الغيط ، ويجلس بالمصلية كانت شجرة الصفصاف تغني له فكان يبتسم ، وفعلا كانت تفرح ، وتغني عندما يجتمع الناس بالمصليه
حتى دخلت الجيش ، واثناء عمليات العبور للجهه الشرقية للقناة أثناء حرب الإستنزاف
؛كنا نأخذ من هذه الشجرة فروع ؛نغطي بيها أنفسنا لإختباء والتخفي ،وكانت الشجرة تعطينا فروعها بسخاء ، وكأنها تحفزنا على النصر ،وحتى بالإجازات أذهب إلى مصلية جدي، واتحدث إلى الشجره ؛ فأحسها فرحة بي وتغني لي ،وكأنها تقولي أنت أبن هذا الرجل الذي غرسني منذ عمرا طويلا ؛ ولما حانت ساعة المعركة بالسادس من اكتوبر
ذهبت إلى الشجرة وقد زينتها بالعلم المصري وفعلا دارت المعركة ، والعلم مرفوعا فوق الشجرة ،وقد أخذنا منها في هذه المعركة فروعا كثيرة وهي لاتبخل ولكن كانت دائما تبث بفروعها لنا حب الوطن بقلوبنا ،وتزيدنا رغبة بالنصر ،وهذا ماتحقق عندما اتحدت هذه الفروع لتكون لهذا الوطن درعا وسيف وذلك خلال ستة ايام أرتبك العدو فيها ؛فانتصرنا ،وبعد انتهاء رجعت إلى قريتي فوجد الجميع يلتف حول الشجرة ،وأحداهم واقفا فوق الشجرة يغني ، والجميع يردد وراءه كالكورس محتفلأ بهذا النصر الكبير ،وفجاءة وجدت جدي والد أبي مقبلا عليا يقول لي عرفت معني عندما يغني الصفصاف ، وهنا سرحت
لحظه وقد وجدتني أصرخ صائحا تحيا يامصر.