قصة قصيرة خالدة بقلم الشاعر والأديب التونسي صلاح الورتاني 

قصة قصيرة خالدة

بقلم الشاعر والأديب التونسي صلاح الورتاني

معلمة أخطأت في حق تلميذ باتهامها له بالغباء. حتى أن أصحابه صاروا يسخرون منه ليرسخوا في ذهنه بأنه تلميذ غبي لا يقدر على النجاح.

صادف أن أخذت هذه المعلمة إجازة أمومة فقامت إدارة . المدرسة بتعويضها بمعلمة أخرى.

وفي أول يوم تدريس لها لاحظت أن هناك تلميذ منطوي على نفسه ولا يشارك في القسم وكان كلما أراد أن يجيب على سؤال معلمته يضحكون عليه متهمونه بالغباء.

عندها فكرت المعلمة في حيلة لإنقاذ ذلك التلميذ.

وفي يوم من الأيام كتبت له في ورقة بيتا من الشعر وأمرته بحفظها جيدا دون إعلام أقرانه.

في اليوم التالي كتبت ذلك البيت على السبورة وأمرت التلاميذ بحفظه قبل فسخه وفعلا تم ذلك.

بعده بدقائق أمرتهم بترديد ذلك البيت الشعري فصمت كل التلاميذ ولا أحد أجاب فأمرت ذلك التلميذ المتهم بالغباء بترديده فأجاب إجابة صحيحة لكنه متلعثما عندها أمرت المعلمة أصحابه بالتصفيق له وشكرته.

منذ ذلك اليوم أخذ الثقة في نفسه ونجح بمعدل ممتاز وفي كل سنة ينجح بتفوق حتى دخل الجامعة وتخرّج منها بعدها.

العبرة لا تحقرن كيد الضعيف فربما تموت الأفاعي من سموم العقارب. ولابد من عزيمة وإراد قوية لتحقيق مطامحنا وتذليل كل العقبات التي تعترضنا شريطة الإيمان بقدراتنا..

صلاح الورتاني / تونس