
قصة قصيرة ……رسالة بلا عنوان
في إحدى المدن الصغيرة، كانت “ليلى” فتاة تعشق الكتابة، تملأ دفاترها برسائل لم تصل أبدًا. كانت تكتب لحبيب غائب، أو ربما لم يأتِ بعد، لكنها كانت تؤمن أنه سيقرأها يومًا ما.
ذات مساء، جلست على مقعدها الخشبي في شرفة منزلها، تتأمل السماء التي تزينها نجوم شاحبة. أمسكت قلمها، وبدأت تكتب:
“إلى من لا أعرف أين هو… هل تسمعني؟ هل تشعر بندائي؟ أنا هنا، أبعث إليك بكل ما لم أستطع قوله، بكل الأشواق التي زرعتها الأيام في صدري. أخبرني، كيف يبدو العالم من حيث أنت؟ وهل تشعر بغيابي كما أشعر بغيابك؟”
وضعت الرسالة في مظروف، لكنها لم تكتب عليه اسمًا أو عنوانًا. خرجت إلى الشارع، واتجهت إلى صندوق البريد القديم في نهاية الحي، ثم أسقطت رسالتها بداخله. لم تكن تنتظر ردًا، لكنها كانت تأمل أن تصل كلمتها إلى قلب يحتاجها.
في اليوم التالي، بينما كانت تمشي في السوق، اقترب منها رجل غريب يحمل بيده مظروفًا يشبه مظروفها. قال لها بابتسامة:
— “وجدت هذه الرسالة أمام باب منزلي… لا تحمل اسمًا، لكنها بدت وكأنها موجهة إليّ.”
نظرت إليه بدهشة، فتحت الرسالة، ووجدت فيها كلمات لم تكتبها، لكنها كانت تعرفها جيدًا، كلمات وكأنها كتبتها هي في زمن آخر.
كانت تلك البداية لقصة لم تتوقعها أبدًا…
محمود سعيدبرغش