قصة قصيرة (وماذا بعد؟!)
بقلم . الكاتب/ إبراهيم شبل
كنت قديما ومنذ زمن الطفولة أجلس بجوار جدتي لتحكي لي عن النوادر والحكايات فكانت تذكر بوجه بشوش ضاحك الحدأة التي تخطف الطعام من على صواني الأكل التي كانت تحملها النساء مسافة كبيرة إلى حقل القطن لأنفار أثناء جمع القطن للغداء وتحكي لي عن عدد الغربان المترابصة لبقايا هذا الطعام وجود اعداد كبيرة من الهداهد التي تنقر التربة باحثة عن دودة تتغذى عليها وتحكي عن قط الغيط الذي كان يتربص للفئران بغيط القمح وكم تكثر عدد القطط وقل عدد الفئران في هذه الفترة الزمنية التى لم يعرف و لم يستخدم الفلاح هذه المبيدات الحشرية والأسمدة الكيمياوية كما الآن يا ولدي واخذت تسرح بأفكارها لتغني أغنية قديمة كان يرددها الفلاحين أثناء جمع القطن محلاك ياقطن النيل يا حليوه عليك ياجميل
وانا اسمع بإهتمام حتى بعد إنتهاء الجلسه اقوم بعمل بحث عن تلك الطيور التى لم أراها او اعرفها وعن القط الذي يفترس الفأر وفعلا انتهت الجلسة فقمت ابحث فوجدت إن القط يخاف من الفأر بل ويلاعبه وإن إعداد الهداهد في إنقراض وإن الغربان قضت على الحدأة ليتكثر إعداد الغربان ويقل بالجو عدد العصافير والحمائم وإن اغنية جدتي والقطن أيضا صاروا من التراث وإن كل الأشياء فالكلاب تصادق الثعالب والذئاب
وبعد أيام أفضت جدتي روحها إلى الواحد الأحد الخالق
وانا اقول واصرخ ياجدتي ماذا بعد؟!
ولكن الآن لا أستطيع أن اقول ماذا بعد لأحفادي .
