قصيدة في رثاء الشيخ أحمد السالك الشنقيطي من علماء الأردن

قصيدة في رثاء الشيخ أحمد السالك الشنقيطي من علماء الأردن

للشاعر زيد الطهراوي

أحزان قلبك يا غريبُ كثيرة=فمتى ترى سِفر الصباح المزهرِ

ما دمت زودت الفؤاد بليغة=فلم التقهقر في الدجى المتعثرِ

سجن هي الدنيا ولست بنائل=منها دوام المنبت المخضوضرِ

يتفاضلون بها بمجد ساحب=ذيلا وميراث خلا من جوهرِ

ويقطعون حبالهم بحرابها=ويزينون غُثاءها بالمرمرِ

عمياء أعينهم وسر مصابهم=قلب تعلق بالوميض المدبرِ

والعلم مشكاة وقل طلابها=إلا لمن أصغى لهول المحشرِ

يا عاشق الفردوس جسمك ناحل=والقلب موصول بعين المبصرِ

شيخ يطل ولا يطلُ تجنبا=لجموع ألسنة تضر كخنجرِ

يمضي إلينا لا يصعر خده=ويذيقنا طعم الإخاء الأنضرِ

ويضيق بالأضواء تنشد ظله=فيرى السناء كدورق متكسرِ

الزهد في هذي الحياة غنيمة=للحر لا للآبق المتعسرِ

لما نحلتك دفقة شعرية=أجلو بها بُسُط الخفاء المقفرِ

عطرتها بتطامن مثل السما=عذب يليق بعالم متبحرِ

كنت الحقيق بجنيها رغم الإبا=مثل الرئاسة لم تلن لمشمرِ

لست الشحيح بأدمع مهراقة=لكنها لبثت كرمح مضمرِ

سأغالب الأحزان فوق مسيرتي=ولئن بدت كالساكن المتجذرِ

آمنت بالقدر العظيم ولطفه=وعجبت من أمر الفتى المتصبرِ