قول في الغرور بقلم الشاعر والأديب التونسي صلاح الورتاني
قول في الغرور بقلم الشاعر والأديب التونسي صلاح الورتاني

قول في الغرور
بقلم الشاعر والأديب التونسي صلاح الورتاني
في بداية حديثي سأبدأ بقول الله العزيز الحكيم : ولا يغرنّك بالله الغرور. يا أيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم؟.
كلها آيات بيّنات يحذّرنا فيها ربنا من مركّب الغرور. فلا نغترّ لا بقوة ولا مال ولا جاه ولا سلطان كلها زائلة.
كم من صاحب قوة تباهى بقوته فظلم هذا وأكل مال هذا وصال وجال ولكنّه في النهاية أقعده المرض وسلب منه ربه تلك القوة وذلك الصلف.
وكم من صاحب مال تكبّر على الناس بماله وصار جبروتا طاغيا ولكنّ نهايته فقد ثروته وصار يشحت في الأنهج والطرقات. من هنا أحذّر عديد لاعبي كرة القدم ممن اغتروا بقدراتهم على اللعب وصار أحدهم يرفع تبّانه أمام أعين الناس تباهيا بتسجيله هدفا في مرمى خصمه. وقد لاحظ عديد المشاهدين هذا في لاعب كرة قدم حيث نسج على منواله آخرون. في هذا الصدد أذكّره وأذكّر هؤلاء بقول رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه : من سنّ سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة. فاحذروا يا مغترّين. كم من مشهور مغرور صار مقعدا شحاتا.
وكم من صاحب سلطة إغترّ هو الآخر بسلطانه وصار يظلم هذا وذاك ويحكم بأحكام جائرة لكن سرعان ما سلب الله منه تلك السلطة وأعطاها لغيره فصار يمشي في الناس صاغرا ذليلا.
في خاتمة حديثنا عن هذه السيئة التي يكرهها ربنا عز وجل ورسوله الأكرم الصادق الأمين فلنحذرها لأنها لطالما حطمت أصحابها ونزعت عنهم المهابة وفي النهاية رحلوا وتركوا كل شيء وراءهم كما ذكر ذلك ربنا في كتابه الكريم : وتركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم.
عن نفسي أشكر الله شكرا جزيلا عن نعمة التواضع وحب الناس لي حيث خلع عني هذا المركّب الخطير مركّب الغرور.
نسأل الله السلامة في الدنيا والآخرة وأن نرحل ونحن سالمين غانمين مستبشرين برضاء رب العالمين..
صلاح الورتاني / تونس