محافظات

ق ت ل و ا طفولتنا قصة قصيرة

ق ت ل و ا طفولتنا قصة قصيرة

بقلم الاديبة والكاتبة جيهان موسى الصياد

احمد طفل ال٩ سنوات الولد الوحيد المتبقى بعد استشهاد اخواته مع ابيه حين كانوا يحاولون الذهاب من غزة الي القدس للصلاة هناك ولزيارة عمتهم الوحيدة المتبقية لهم بعد استشهاد عائلته في عملية التهجير وهدم المنازل في القدس
ونجح.الشهيد وأولاده في زيارة اخته ونجح أيضا بعد معناة في الوصول للقدس والصلاة فيها ولكن حين كانوا يصلون ويهتفون بأعلى الصوت بالتكبير وراء المصلين الله أكبر الله أكبر ولله الحمد وهم فارحين ويشعرون. وكأن رائحة المسك تملأه المكان من حولهم وكأن الملائكة تتجمع وتهتف معهم حتى وان قالوا الاولاد الى ابيهم يا أبى نحن نشاهد ضوء ابيض حولنا ونشم رائحة المسك تملأة المكان وقال لهم الاب الشهيد كبروا كبرو ا بأعلى الصوت فلقد كتب الله علينا الجنة يا أولادى ونحن بإذن الله لها ذاهبين ومع صوت التكبير دخل. العدو المحتل عليهم وكأنهم جيش من البعوض يفترشون المكان الطاهر يندالتهم وخستهم ويحملون جميع انواع الأسلحة المحرمة يهاجمون المصلين ولا فرق عندهم ان كانوا أطفال ولا عجائز او مشايخ او شباب ق. ت ل وا الجميع بدون شفقة او رحمة الي صوت صراخ الأطفال ولكن تحول صراخهم الي تكبير واستشهاد واصبحت القدس ساحة من الدماء
وهم يقفون فوق رؤوسهم يعووون مثل الكلاب الضالة التي تشاهد الدماء والجثث وتريد ان تنهش ما تبقى من اجسادهم فوق الدماء

وفي غزة وصل لهم الخبر كانه فاجعة كبري. تبقى. احمد وحيد مع أمه واخوته البنات الثلاثة بنات مساكين ضعفاء ليس لديهم قوة ليتحملو ا ان يعيشون ايتام لأن ابيهم كان لهم مصدر الحب والحنان وأخواتهم كانوا لهم السند والأمان
لم يتبقى لهم في غزة سوى امهم واخيهم احمد وبعد مرور عام تحملوا فيه الصعاب بعد فقدان ابيهم وأخواتهم

احمد في هذا العام كان يعمل. ويتعلم ليل نهار لا يرتاح ابدا كبقية الأطفال يساعد اخواته وامه ويأتي اليهم بالطعام ومتطلبات البيت سواء الماء او الطعام او الدواء لامه التي أصابها المرض بعد فقدان زوجها وأولادها

احمد تحمل كل شيء في هذا العام وكان حلمه ان يكبر ويصير شاب وبطل من الابطال ويحرر القدس الشريف من ايدي الأعداء ويضع فيه علم النصر علم فلسطين لا يحلم باي شيء في هذه الحياة سوي تحرير القدس واخذ حق اخواته وابيه الشهيد
وجاء طوفان الأقصى ووسط فرحة عارمة في جميع أنحاء فلسطين وخروج الاهالي يهتفون بالتكبير الله أكبر الله أكبر تعيشي حرة يا فلسطين يهتفون وهم يبكون

مذهولين بما يسمعون ويقولون أهذا معقول بعد كل هذه المعاناه طوال السنين ننتصر ونرفع علم فلسطين ولكن لم تكتمل فرحتهم تحولت غزه في اليوم التالي الي ساحة من الدماء انفجارات وطائرات

واسلحة محرمة يقذفون بها ويحرقون أطفالهم أصبحت اشلاء تتطاير هنا وهناك كسرب من الحمام يهاجر الي السماء ليلتقي بربه في الجنان ورائحة الدماء في كل مكان تحولت إلى مسك سبحان الرحمان

وما تبقى منهم على قيد الحياة تأتي اليهم الأعداء كالكلاب الضالة التي وجدت فريسة وتريد ان تلتهمها وتأكل منها حتى العظام

احمد وامه وأخواته البنات هرولو ا مسرعين الي اي بناء متبقي لم ينهدم ويصبح ركام ووراء سور متبقي يختبئون يحميهم اخيهم احمد وامهم التي تحاول أن تهدأهم وتقول لهم لا تخافو اولا تحزنوا فان الله سيحمينا من بطش الاعداء

وحاولت ان تصبرهم وتنزع من قلوبهم الخوف ولكن وصلوا اليهم الأعداء واختبأوا سريعا البنات وهم يبكون ويرتعشون بدون صوت ولكن احمد حمل بيديه حجارة والقاها عليهم لكي يبتعدوا عن اخواته وامه وقال لهم لا أخاف منكم سوف ينصرنا الله عليكم أيها القتلى المجرمين يا من تشربون دماء الأطفال وتتلذون بقتلهم وقتل المشايخ والشباب وامسكو ا الأعداء به وسحبوه وكأنهم يسحبون حيوان ما ادمي ولا انسان وأخواته يشاهدونه يصرخون وينازعون بصوت انين واهات وامهم تهرول مسرعة عليهم تحاول أن تنقذ احمد من ايديهم وتتوسل اليهم هذا ابني الوحيد اتركوه لي ولكن يمسكون بها ويجرونها معهم وقالو ا لها تعالي معه لا تحزني لن تبقى وحيدة ويضحكون عليها ويستهزءون بها وأطفالها واقفين يختبئون مع أطفال الجيران المتبقين

وتركوا غزه ساحة من الدماء اشلاء تفترش الرمال والي السجون ذاهبين
ومصريهم ليس معلوم ولا معروف
وهذه هي معاناة فلسطين نسائها ورجالها وشيخوها وأطفالها متذ سنين النهاية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى