
كاتب عن كاتب يفرق
كتب .د. بيسان أبو خالد
مقال فجره الكاتب سامر منصور بسؤال عما لا يراد له ان يقال تذكروا ذات صدام انه أقام حربا على الكويت حين قال له حاكمها سنسترد ديننا من الماجد العراقيات و ها نحن لا نجرؤ ان ننشر طلقة كلمة عندما طعن بالماجدات الفلسطينيات… وا خالداه ذات مرة سألت خالدنا ما رأيك بهذا الكاتب المحترم؟
أجاب والدي: انه كان قبل أن يكون أديبا معروفا قد طرق بابي ذات مشورة أدبية وقرأ لي نصا ليسأل عن رأيي به و قلت له يا بني أصدر كتابك الأول فورا حتى لو كلفك أن تبيع كل ما لديك فأنت كاتب مكتمل.
فما كان من هذا الكاتب أن فعل بنصيحة الخالد، الذي أحمد الله انه كان من الانشغالبحيث لم يتسن له قراءة كنابه الأول – تعالي نطير أوراق الخريف –
مرت عقود و بغتة ظهرت مقاطع من هذا الكتاب على بعض وسائل التواصل الاجتماعي، صعقت كما صعق كثيرون من شعبنا لم أكن احدس بثمن هذا الكتاب وكم كلفه لان أمثال هذه الكتب يصعد أصحابها على جماجم المجازر التي تريد أن تمزق حتى قيم الشعب الفلسطيني، و اباءه و تطعن بعبارة تجوع الحرة و لا تأكل بثدييها فكيف إن كان يتحدث عن مخيم جرمانا مخيم الأبطال و الشهداء.
قد لا يخلو من مخيلة تشوه أيضا المرأة الفلسطينية التي ترتمي في العراء في أحضان أفندي صورة تمحو ظلال الشهيدة دلال المغربي و المناضلة ليلى خالد و كثيرات حدثني عنهن السجين السابق تحسين الحلبي جيل من نساء ماتوا في سجون الاحتلال ولم نسمع حتى بأسمائهن، كم جميلة بو حيرد فلسطينية قتل هذا الكتاب بين سطوره؟ التي لا أكاد أصدق أن من خطه هو ذات الرجل الأسد الذي خرج من عرين شعب مناضل أمام الكاتبة السورية غادة فؤاد السمان و تصدى لكتابها اسرائيليات التي وثقت فيه عمدا أو عن غير عمد علاقة أدباء و أديبات فلسطينيات أقاموا علاقة مشبوهة مع العدو كان الاستاذ نفسه منفعلا بحدة بحيث انه لم يستطع ان يسيطر على قواعد التلفاز في لياقة التواجه في الاتجاهات المتعاكسة.
و للأسف ان ابي صدق ما قيل من قبل الأديبة غادة عن الشاعرة الكبيرة فدوى طوقان حيث أرخت الكاتبة غادة: أن موشي ديان جاهر انه طالما حلم ان تكون علاقته بالشعب الفلسطيني كما هي علاقته مع فدوى طوقان، و هنا دب الخلاف بيني و بين الخالد و الفتور لانه صدق ما تقول و في الصيف التالي قابلته في الأردن لأنه حضر لمؤتمر اتحاد الكتاب العرب حين منح جائزة القدس أول ما وصلت للمنزل ، و قبل أن اقدم له هديتي ناولني هديتي جريدة تبرئ الشاعرة المقدسة فدوى و قال معتذرا صدقت يا ابنتي لقد كانت الشاعرة فدوى تحمل رسالة رسمية سياسية من المدعو العدو موشي ديان إلى الرئيس جمال عبد الناصر، هذا كان العنوان العريض للمقالة، كم احترمت تواضع رجل كتب لي التاريخ أن اكون ابنته و كانت هديتي له نظارة عبقرية لا تحتاج ان تذهب لطبيب لفحص نظرك كل فترة بل تستطيع تغييرها لأكثر صورة واضحة في الكتاب و تثبيت النظارة وحدك، طار صواب أبي ان نظره فاق نظره في شبابه كانت من اختراع عالم بريطاني هندي يدعى جون سلفر و أتاحت له قراءة المزيد من الكتب، أذكر جيدا أن والدي كان برافقتي عند طبيب الأسنان في إربد ثم سمعنا بوفاة احد من أسرته فذهبنا لتعزيته،
عاد إلى المؤتمر لاكتشاف ان فاتته برهة تسليم جائزة القدس لانه كان أكبر من انتظارها و أكثر حرصا على تشييع قريب لا يكاد يعرفه.
فأهنئك يا ابتي انك غادرت دون أن تصبح حصاد الجوائز و رفضت جائزة دولة فلسطين قلت لي أخبريهم يا ابنتي ليس لديهم دولة لأخذ جائزتها..
كان هذا قبل وفاته بأيام و بعد إصرار لعرضها لمدة نصف عام. رغم اننا كنا في كواليس مشفى يافا و لا نتكهن كم سيكلفنا المرض و لكن حصرا كان يؤثر الموت جسديا على الموت ضميريا.
رحل خالدنا الذي كان يكن محبة أبوية للكاتب الفلسطيني الذي حصل على جائزة جائزة دولة فلسطين وجائزة نجيب محفوظ، و كلنا فرحنا و خذلنا الفرح بفتة حين قرأنا شذرات كتابه الأول وعرفت أكثر لم قتل المبدع غسان كنفاني و الشاعر الكبير كمال ناصر و لوركا ولماذا لم تحصل الروائية كفى الزعبي على جائزة البوكر و لم ألم الصمت بكاتبنا لم لا نمتلك شجاعة ان نكون كأي امرأة تجهض جنينها المشوه، لم لا نقف وقفة الكاتب الكبير علي بدرفي بروكسل الذي صارح جمهوره أنه اضطر في أيام الفقر والعوز أن يخضع لابتزاز أصحاب دور النشرالاجنبية لتعديل شخصيات جوهرية ووعدنا أن ينشر أعماله الأصيلة بعد زمن حين لامه المغاربة في بروكسل عن عدد من الشخصيات المغربية السلبية في روايته ومنهم المبدع طه عدنان و لم لا نحطم كالخالد اوثاننا حتى عندما عرف أن الشاعر الكبير محمود درويش ألقى شعره أمام حاكم بغداد برايمر قال لي انه سقط لا بأس الشجر يجدد أوراقه كل ربيع ولا ولن نبيع لا تحزني يا فلسطين ففيك الف خنساء و شهيد .