Uncategorized

كلمة السفير الايراني بالقاهرة بمناسبة يوم القدس العالمى

كلمة السفير الايراني بالقاهرة بمناسبة يوم القدس العالمى

كلمة السفير الايراني بالقاهرة بمناسبة يوم القدس العالمى

كتبت د نعيمه ابو مصطفى

فى ذكرى يوم القدس العالمي الذي يوافق الجمعة الأخيرة من شهر رمضان فى كل عام اليكم نص كلمة القائم بأعمال السفارة الإيرانية بالقاهرة بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على النبي الكريم أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

أصحاب السعادة، السفراء ورؤساء البعثات المحترمين، الحضور الكريم، أرحب بكم جميعًا وأشكركم على تلبية الدعوة.

في البداية أحب أن أهنئكم بشهر رمضان المبارك وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام والأعمال الصالحة وأرجو من الحضور الكريم أن نقف لمدة دقيقة نقرأ فيها سورة الفاتحة على أرواح الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الدفاع عن الأراضي المحتلة وتحريرها منذ عام 1948م وحتى الآن وخاصة إخواننا المصريين والسوريين واللبنانيين والفلسطينيين.
في آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك، دائمًا نحتفل بذكرى اليوم الذي أسسه قائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني وهو يوم القدس العالمي، اختار الإمام الخميني هذا اليوم لتذكير الأمة الإسلامية بالقضية الأساسية في الإسلام، وليكون يومَ وحدة تتحد فيه الأفكار وتتركز فيه الأنظار متجهة نحو فلسطين رافضة للظلم ومُناصرة للشعب الفلسطيني المظلوم المستضعف،

وتأتي أهمية هذا اليوم بسبب تعدد القضايا وتشتت الانتباه وإدخال الأمة الإسلامية في حروب وقضايا أخرى بهدف إبعاد أنظارها عن القضية الفلسطينية، بل وأصبحنا الآن نتحدث عن عمليات تطبيع واسعة مع الكيان الصهيوني والهدف منها القضاء بالكلية على أي أمل في تحرير بيت المقدس وهذه الأرض المقدسة، إلا أن ابتكار الإمام الخميني –قدس سره- كان ولا زال بمثابة حائط الصد الذي تتهشم عنده جميع محاولات إزالة القضية الفلسطينية من أذهان المسلمين والدول والشعوب ناهيك عن عدم وجود ظهير شعبي لهذه المحاولات.
إننا إذ نتابع الأحداث الجارية خلال السنوات الأخيرة، بل حتى خلال الأيام الأخيرة سنجد حالة الجنون التي وصل إليها الكيان الصهيوني في معاداته للشعب الفلسطيني وذعره حتى من إقامة الشعائر والصلوات داخل المسجد الأقصى، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على مدى خوف هذا الكيان من أصحاب الأرض، فيستغل كل فرصة ليقمع ويضرب ويعتدي، إلا أن ذلك لن يغير أبدًا هوية الأرض وهوية الشعب الفلسطيني المقاوم الحر صاحب الأرض.

إن القضية الفلسطينية لا تنحصر على المسلمين فحسب، فالشعب الفلسطيني باختلاف أطيافه وأديانه يدافع عن المسجد الأقصى بدلًا عن كل الأحرار في العالم، وواجب على كل حر ومُدافع عن حقوق الإنسان أن يكون له موقفه المساند لهذا الشعب الذي ذاق الويلات ولا زال، لكنه لم ينحنِ ولم يخضع خلال كل العقود الماضية وإلى الآن يُسطر البطولات، وموقف الجمهورية الإسلامية منذ انتصار الثورة هو الوقوف بجانب المستضعفين وخاصة الشعب الفلسطيني ومقاومته وأرضه المقدسة، والسياسة التي تتبناها الجمهورية الإسلامية خلال هذه المرحلة هي تدعيم الوحدة والتضامن والتآزر بين دول المنطقة وخاصة دول الجوار والدول العربية، والاتفاق الأخير مع المملكة العربية السعودية قد تم في هذا الإطار أيضًا، وبلا أدنى شك سوف نشهد ثماره قريبًا في حل أزمات المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية، كما نعتقد أننا سنشهد قريبًا إن شاء الله انهيار الكيان الصهيوني من الداخل وهذا باعتراف زعماء هذا الكيان ذاته، وبالتزامن مع ذلك أفول الدور الأمريكي وانسحابها من المنطقة، وتشير التطورات الأخيرة أيضًا في المنطقة أن الدول والشعوب قد بدأت في تحديد سياستها وخط سيرها منفصلة عن أمريكا التي سلبت الشعوب حقها في الاستقلال والتقدم عبر فرض العقوبات الظالمة والمجحفة مثلما حدث في إيران وروسيا وفنزويلا.

لطالما كانت المواقف الدولية ضد الاحتلال الصهيوني مواقف شكلية لا تُؤتي ثمارها على الوجه الأمثل بل في كثير من الأوقات تُشجع هذا الكيان الغاصب على التمادي في انتهاكاته لحقوق الشعب الفلسطيني الأعزل، وحينما نرى مسودة قرار ما لمحاولة إدانة أو وقف التعديات الصهيونية، تُواجه فورًا بفيتو الدول التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، لذا فالتشدق بحقوق الإنسان لدى هذه الدول مجرد جَعْجَعَة لتحقيق أهداف سياسية ومصالح شخصية

ولم تعد حقوق الإنسان الأمريكية والأوروبية سوى مُجرد مُزحة سخيفة، وحينما ينظر أي حر في هذا العالم إلى إحصائيات القتل والضرب وإهانة النساء والأطفال وتدمير المنازل وتشريد الشعب الفلسطيني الأعزل وكل ذلك في ظل دعم وحماية البيت الأسود الأمريكي، لا يستطيع أن يصمت ويُصدق حقيقة حقوق الإنسان الأمريكية والغربية المزعومة، كما أن نشر الوثائق الأمريكية السرية للغاية يُثبت أيضًا أن ما يحدث في منطقة القوقاز ما هي إلا مؤامرة أمريكية بالتعاون مع الغرب للإخلال بأمن واستقرار العالم من أجل مصالح وأهداف شخصية.

إن موقفنا نحن في الجمهورية الإسلامية ليس موقفًا نابعًا من مصلحة شخصية، وحينما ننظر سنجد أن الكثير من العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية هي بسبب موقفها تجاه القضية الفلسطينية، لكن هذه العقوبات لم تثنينا عن قرار دعم حقوق الشعب الفلسطيني، وهو موقف متسق ومتوافق مع القانون الدولي ومنشور الأمم المتحدة الذي يدعم حقوق الشعوب في تقرير مصيرها والمقاومة ضد المحتلين، وهنا أريد أن أذكر أن الجمهورية الإسلامية قد قدمت بالفعل حلًا إلى الأمم المتحدة وسُجل ضمن الحلول المقترحة للقضية الفلسطينية بعمل استفتاء على تقرير المصير للسكان الأصليين بشتى أطيافهم وهو حل مناسب ومنطقي.

لقد كان هدف الإمام الخميني من تدشين يوم القدس العالمي هو إعادة البوصلة نحو اتجاهها الصحيح وهي رسالة محبة ودعوة للاتحاد بين الشعوب الإسلامية ونبذ الخلافات والتركيز على الهدف الأساسي بل ودعوة أيضًا لجميع الأحرار في العالم لنجدة الشعب الفلسطيني المظلوم والانتصار لقضيته، هي دعوة متجددة في أفضل الشهور وهو شهر رمضان المبارك، لذا نسأل المولى عز وجل في هذا الشهر المبارك أن يمن علينا بالاتحاد ونبذ الخلاف، وأشكركم على تلبية هذه الدعوة وأثمن حضوركم المبارك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى