كليات التربية ..الداخل مفقود !! بقلم / وجيه الصقار
كليات التربية ..الداخل مفقود !! وجيه الصقار

. كليات التربية ..الداخل مفقود !!
وجيه الصقار
بعدما تعرض خريجو كليات التربية للإهمال والاحتقار وصنوف الذل فى مصر، والذى لا يليق بوظيفة معلم له دوره فى النهضة، أصبحت هذه الطاقة مهدرة فى بلدنا وبلا مستقبل، مع وجود 35 كلية تربية، خريجوها على كف عفريت حسب أهواء الجهلاء فى تعيينهم، وهم متخصصون فى التعليم فقط ولا مجال آخر لهم. وأصبحت مسابقات التعيين أقرب إلى المهزلة، وجعلوا أشرف مهنة عارا على صاحبها. والذى لا يجد تقديرا لحقه على الدولة التى استغلته بالسخرة بالتطوع المجانى أو بالحصة، ليعيش ضائعا فى وطنه وبين أهله، حتى راتبه أذا عمل، لا يكفى ما يتقاضاه فى أساسيات المعيشة لتستغله الدولة وتنكر حقه، وآدميته ، فالخريح فى أى كلية أخرى يمكن أن يتاح له العمل فى أكثر من مجال، أما خريجو كليات التربية فلا مكان لهم فى تخصص آخر.. أشارت البيانات إلى أن هناك نحو مليون خريج تربية بلا عمل، ممايسئ لنظامنا إساءة بالغة بأن التعليم آخر اهتمامه، فالدولة التى لا تعرف قيمة معلم لن تعرف المستقبل أبدا. وتنتظر الفناء حتما، وتعيش فى ظلمات التخلف، هى مأساة حقيقية لشباب أصبح مستقبله فى حكم الضائع، فلا الوزارة تحترم وجوده، ولا تجد له حلا، والنتيجة المأسأوية نراها فى ضياع قدامى الخريجين الذى رافقهم اليأس لسنين، وليفقدوا الثقة فى وطنهم، وليعملوا فى مهن لا تليق بقيمتهم، فى الوقت الذى يحتاج الطالب معلما بالفصل ، فانصرف كثيرون منهم للأعمال اليدوية والمطاعم والخدمات المهينة للمهنة السامية، وضاع جهدهم وجهد الدولة فى تعليمهم، إن تجاهل تشغيل هذا العدد الضخم من الخريجين جريمة فى حق الدولة والأجيال .هذه كليات المستقبل الضائع، فاليأس يحاصرهم انتظارا للأمل الذى لن يأتي. شاء حظهم التعس
أن جاءت قيادات تعليمية فى غيبوبة، لاتدرك حجم الضياع والدمار الذى أصاب هذا الجيل وأسرهم، ممن ضاعت آمالهم فى تربية أبنائهم ، فإذا بالأبناء يصبحون مشلولين والآباء فى هم ليل نهار، خريجو هذه الكليات من حقهم التعيين فى المجال والتخصص
، أو أن تغلق هذه الكليات فورا، لأنها تستنفذ مليارات الجنيهات دون مستقبل أو عائد، فإن نهاية دراستها انتشار الجرائم والإرهاب وحالات الانتحار، وكوابيس اليأس المأساوى الذى يساوى الحكم بالإعدام. فالخريج مفتاح التقدم الوحيد لهذا البلد إلا أن تكون خيانة..