
لام شمسية وظل قضية يا سين
بقلم / عبير نعيم
الكل أشاد بمسلسل لام شمسية الذى أزاح الستار عن المسكوت عنه فى قضايا التحرش بالأطفال ، من تأليف المبدعة / مريم ناعوم ۔
وكان الإجماع عليه كبير ، أنه عمل أكثر جرأة بين المسلسلات المقدمة على شاشات الدراما المصرية مؤخرا ، نعود بالذاكرة للوراء ، عندما تم عرض فيلم “يعقوبيان ” المأخوذ من رواية الكاتب الكبير علاء الأسوانى ، قامت الدنيا ولم تقعد وقتها على إثارة موضوع التحرش الجنسى بين البطلين : باسم السمرة ، خالد الصاوى والتى كانت وقتها خطوط حمراء لا يتعداه العمل بطريقة كاشفة كما تم تناولها بالفيلم ، وقيل أنه تم حذف بعض من مشاهد الفيلم ، وكتبت الصحف والمجلات وقتها مانشيت بطول السماء وعرضها على أن مثل هذه الأعمال تنشر الفاحشة ! بصرف النظر عن توجهات الكاتب السياسية ۔
تأتى اليوم مقارنة بزمن عرض فيلم “يعقوبيان” الذى يعود عرضه لعام ٢٠٠٦
وتوقيت عرض مسلسل “لام شمسية ” ٢٠٢٥ والتناقض بين ردود الفعل فى الشارع المصرى وقت عرض الفيلم الاستحسان الذى ناله المسلسل ، لماذا ؟
لا ننكر دور القوى الناعمة فى الكشف عن بؤرات سرطانية نالت من جسد المجتمع المصرى ، ربما كانت تتناولها قديما الدراما على استحياء ، مع تطور آليات العصر من التطور التكنولوجى ، فلم تعد الوردة التى تداس فى الفيلم قديما هى “الشرف ” ولم يعد غلق الباب وتسود الشاشة هو ” الإغتصاب”
لذلك تأتى الدراما متوافقة مع وعى العصر، ولا تأتى بلبس الطربوش فى عصر انتهى فيه البهوية ۔
مسلسل ” لام شمسية ” ايقظ شرارة متوقدة تحت الرماد ، فلم تعد الأسرة تفعل مثل النعام لدفن رأسها فى الرمال ، خوفا من الفضيحة ،
كنت متابعة لكل ما كتب عن تفاصيل قضية ياسين ، بجانب حوار مع متخصص بقسم الحوادث بجريدة الأخبار ، التفاصيل بتواريخ البلاغات المقدمة فى أقسام الشرطة من العام الماضى التى نشرت على الملأ بدقة ، تؤكد إرادة أسرة الطفل ،
أن لا تبقى قضية ياسين وراء الظل خوفا من الفضيحة ، ويؤكد تباعا نضج فكر المجتمع بمضى السنوات ، ونجاح القوى الناعمة فى التسلل لمناطق تكشف عوار المجتمع ، وتساعد على الحل ، ننتظر مزيدا من الدراما الهادفة التى تكشف وتعالج لا أنا تفضح فقط وتشوه صورة المجتمع المصرى ۔