لماذا كرهت المراة ضعفها ؟

لماذا كرهت المراة ضعفها ؟
لقد ظنت المرأة أن المساواة فنارا ساطعا في بحر لجي …..فوجهت له شراعها بغية الوصول إلي شاطئ الأمان..
و في الحقيقة …ماخانها البصر بقدر ماخانتها البصيرة
فما كان الخطأ في الشراع …و لكن كان الخطأ كل الخطأ هو اتخاذها فنار المساواة مقصدا …لقد اعتقدت ان المساواة هي الفنار الذي تبتغيه …ولم تدرك أن هناك ما هو اكبر واقدر واعظم من المساواة بكثير…..لم تدرك أن هناك ما يستحق فعلا وبجدارة ان يكون لها فنارا …لقد خدعها ضوء المساواة البعيد…وحجبها الاندفاع في اتجاهه عن رؤية الفنار الحقيقي…فظنت انه هناك في آخر المدي …ولم تدرك أن فنارها أقرب إليها مما تتخيل…اقرب اليها من ظلها…. لم تدرك انها هي الفنار الذي يجب ان تتجه اليه وتغوص في اغواره وتلتقط منه اثمن ما في الدنيا من ثروات …لم تدرك انها هي الثروة …. وان الثورة انما تنبع من ذاتها….
.وهنا كان لزاما علينا أن نعود أدراجنا …ونحاول أن ننعش ذاكرتنا ونعيد ترتيبها من جديد ..نحاول بكل صدق أن نحل تلك المعضلة….إن نكمل تلك المعادلة الناقصة التي تحتاج منا لحل حقيقي منصف يأخذ بيد المرأة الانثي الي الامام…حل يوجد لنا هذا الحد المفقود من حدود المعادلة.. الحد المجهول … الضائع ..لابد من ايجاده …كي نستطيع ….فك الإشكالية…التي استعصت علينا واوصلتنا لما نحن عليه من ارتباك مجتمعي …وتوتر اسري كبير قادنا إلي ساحات المحاكم …وأزقة المخدرات …ومتاهات التدني السحيق
والان أصبحنا أمام سؤالين من الضروري جدا طرحهما . والإجابة عليهما..ألا وهما
لمن تنجب المرأة … ؟ ولمن تربي…؟
فهل تنجب المرأة بدافع الغريزة الامومية التي بين جنباتها والتي فطرها الله عليها..؟ وهل الانجاب عملية عبثية المغزي ؟…….أهو مجرد رغبة مشتركة بين الزوجة و الزوج من اجل تكوين اسرة ..كهدف علي المستوي الشخصي يخصهما هما فقط ولا علاقة له بالوسط المحيط ….أم أن الولادة غاية دنيوية ودينية لعمار الكون والبقاء علي الجنس البشري ككل…إستدامة لسنة الله في الأرض…وهل لنا أن نتخيل مصير هذا الكون لو قررت نساء العالم أجمع التوقف عن الانجاب …هل سيكون للكون مصير غير الفناء …؟
إذا علينا أن ندرك حقيقية ان الانجاب إنما هو في المقام الأول دورا قوميا أصيلا ..فبدونه تنتهي الحياة البشرية ..وهنا ندرك الاهمية الوجودية للمراة ورسالتها العظيمة وايضا ندرك جيدا مسئوليتنا تجاهها
والسؤال الاخر والذي لا يقل أهمية مطلقا عن الاول هو لمن تربي المراة ؟…هل تربي لنفسها ام لاسرتها ام للمجتمع والدولة …. لنكتشف الحقيقة العميقة انها انما تنجب و تربي من أجل البشرية جمعاء….
.لذلك علينا ان ندرك ان المراة اكبر بكثير جدا …من أن يستوعبها قمقم …أو يجرفها تسونامي …اكبر من أن نخضعها لقوانين المساواة ولا ادري حقا من الذي أتي بفكرة المساواة بين الرجل والمرأة ….اكيد ماكان يدرك …اي كارثة تلك التي يقود العالم إليها….فأربك الفكر و قاد العالم الإنساني إلي الاسفل ظنا منه انه يصعد به إلي الأعالي
فالمرأة روح الدنيا ….ومحور الكون …غير قابلة للتساوي أصلا …انها تفرد وانفراد …جسدا وروحا ووظيفة….انها كائن مختلف تماما متميز السيرورة.
تم تشويهه كليا بدعوي المساواة..فأنتجوا لنا كائنا غريبا عن الفطرة…كائنا متحولا فكريا …فأشاع في المجتمع الإنساني الهرج والمرج… وتقطعت الاوصال…وتفككت الاسر ..وتغيرت العادات والتقاليد الانسانية الراقية وشاع الضياع بين الاطفال الذين ترعرعوا في ظل امومة تلهث خلف فكرة اسمها المساواة….اطفال يسقطون في فجوة تتسع يوما بعد يوم بين اب وام ….واضحي زميل المراة في العمل اقرب اليها من زوجها واصبحت زميلة الرجل في العمل مرفأ راحته وموضع اسراره … واصبح المنزل محطة ترانزيت لتغيير الثياب و الحقائب والاحذية ..ووضع ” البيرفم ” للخروج السريع …تاركين وراءهم أطفالا بين أيادي غريبة عنهم…ظنا منهم انهم يؤدون ادوارهم في رعايتهم طالما وفروا لهم المال سكنا ومأكلا…متناسين ان الاهم هو هذا الحديث الخفي الذي يدور ما بين أعين كلا من الام و اطفالها …تلك النظرة التي هي بمثابة الحبل السري الواصل مابين قلب الام وقلوب أطفالها والذي لاينقطع بمجرد الولادة بل يظل للممات فتقرأهم علي مهل وبعين البصيرة …اصبحوا يكتفون بالنظرات الخاطفة بينهم وبين ابنائهم …حيث يتوافد الجميع الي حلبة اللهث فلا مستودع ولا مستقر ..واختلط الحابل بالنابل وانفرط العقد الاسري لتجري حباته أطفالا في مراتع المخدرات والادمان والانحرافات الاخلاقية بعيدة كل البعد عن الالتصاق الاسري وضاعت المرأة التي تعي رسالتها التي خلقت من أجلها وقيمتها الحقيقية في الحياة…المرأة التي تدرك ترتيبها علي السلم الوجودي …المرأة التي تسكن قمته …فكيف لمن يسكن القمم أن يتساوي أو يفكر ان يتساوي بصاعدي الدرج
فالمراة هي أم الرجل …ومعلمته ومربيته وليأتي لنا كائن من كان برجل لم تلده انثي ….وهذا ليس تقليلا من شأن الرجل لكن انصافا لحقوق ظلت لسنوات طويلة في دائرة النسيان …وتعديلا لأوضاع مقلوبة ..حان الوقت لإعادتها إلي نصابها …وقفزة من نظرة الدونية لأحقية المرأة في أن تنال نظرة التقديس …ولكن للانصاف …ليست كل إمرأة تستحق تلك النظرة لكونها إمرأة…ولكنها المرأة الانثي و المراة الأم و المراة الزوجة كما يجب أن تكون ….وهذا هو بالضبط ماننشده من إعادة التأهيل الانثوي والامومي والانساني والبشري .
فعدم قدرتها علي تثمين نفسها و ايضا الجهل المجتمعي بقيمتها تسبب في أن تكره المراة أجمل مافيها ..تكره أمومة كبلتها وحرمتها كرامتها وعزة نفسها وألقت بها علي طرقات الحاجة وقلة الحيلة …لقد اصبحت تكره ضعفها ….تشمئز من انوثتها … وراحت تحاول تغيير ذاتها …انها تريد أن تصبح قوية مثل الرجل …انها حتي لم تنظر لقوته الفكرية ..بل وجهت كل نظرها لقوته العضلية ..ظنا منها انها السبب الحقيقي وراء تمييز المجتمع له …. فرأينا الانثي التي راحت ترتدي زي الميكانيكي و تنام اسفل السيارات وتعشق رائحة الورشة علي حد قولها …حيث يقدمها المجتمع كنموذج مشرف يدعو للفخر والتباهي ..ويسلط عليها الاعلام اضوائه علي شاشات قنواته الفضائية علي انها مثال يحتذي….تاركا وراءه كثيرا من الرؤي حول سلبيات هذا الأمر….؟!!!! وراح المجتمع يهلل لامرأة أصبحت قصابة ويسلط عليها الضوء باعتبارها أصبحت بطلة وكذلك إمرأة ساقت تريللا أو ميكروباصا أو بطلة مصارعة اختفت انوثتها تحت تضخم العضلات فاي ميدان ذكوري تقتحمه المرأة أصبحت بطلة يشار لها بالبنان ويسلط عليها الإعلام اضوائه باعتبارها بطلة قامت بما هو مقصور علي الرجال …. عشرات الأسئلة تتزاحم امام كل عين بصيرة وحكيمة ….لماذا تفعل المرأة ذلك ؟…لماذا تحاول النجاح في دور من أدوار الرجال ؟ .لماذا تحاول ادعاء القوة ؟ …لماذا لا تحاول النجاح في أدوارها هي .. كإمرأة..؟ لنجد الجواب و ببساطة شديدة لأن دور المرأة ينظر له علي انه دورا بسيطا سطحيا .. لاقيمة له …دور خدمي مجاني لا مقابل مادي له واذا جاد عليها زوجها ومنحها شيئا فإنما هو من باب الهبة والتفضل منه عليها ويجب ان تدفع ثمن ذلك إنصياعا له سواء كان على حق أو علي باطل لتكون جديرة بمثل هذه الهبة فالخضوع له والانسياق وراء اهوائه انما اصبح حقا مكتسبا له و في ذلك ما يهين كرامتها وعزة نفسها …إن المرأة ترفض وبشدة أن يكون الرجل ولي نعمتها لان ذلك كان سببا لانتكاساتها المستمرة علي مدي عصور من الزمان سببا لبلائها وتدنيها و تدني نظرة المجتمع لها …..لقد تركت المرأة دورها كمربية وحاضنة لايقونة البشر لأن البشر لم يقدروا قدسية عملها ولم يثمنوه ولم يضعونها في المكانة اللائقة بها …لقد سفهوا دورها وداسوا عليها …بل اعتبروه حقا مكتسبا تعسف عليه ان لم تقم بأدائه…ولا تقدس ان قامت به علي خير وجه …بل الاكثر من ذلك انها في معظم الحالات التي يتخلي فيها الاب عن دوره في الأسرة ويدير لها ظهره اصبحت تحمل ايقونة البشر عبئاّ علي ظهرها تجوب به المحاكم والشوارع اذا لزم الأمر وتتحمل وحدها تبعات تربيته ومأكله ومشربه …فتتحول الي خادمة تتلقفها البيوت خدمة ومذلة ومطمع للافتراس حتي توفر لها ولأولادها الماكل والمأوي …كل هذا و المجتمع ينهشها بلا رحمة ولا شفقة …كان لزاما علي عقلها الباطن ان يحاول تغيير جلدها والتبرأ من ضعفها والتملص من كينونتها والسعي وراء تقمصها ادوارا للرجال ظنا منها أن المرأة ضعف والضعف مذلة وعار
ان غريزة الامومة وغريزة الجنس أصبحتا عندها نقاط ضعف لابد من التخلص منهما فهي عقبات في طريق حريتها واذا لزم الأمر وتحت الضغط الغريزي….لامانع من تحويلهما إلي …محطات استراحة عند منعطفات المسيرة الحياتية …وسرعان مايتم اجهاضهما بالطلاق وتنفس الصعداء …
اصبحنا مجتمعا يقوم علي تقييم التافه وتتفيه القيم …ولا يأخذ في الاعتبار اي طريق نحن نتجه إليه…نحن دون أن ندري نحول النساء إلي رجال ….نحول الانوثة إلي ذكورة …نحن نقضي علي المرأة الانثي ….ونخلق إمرأة مذكرة و بالتبعية نخلق رجلا مؤنثا سينتج لنا كنتيجة حتمية لتربية تلك المرأة
……………،،،.وللحديث بقية