لماذا نتذكّر مجزرة قانا اليوم حلال الغرب الأطلسي وحرامه معن بشور 18/4/2022
لماذا نتذكّر مجزرة قانا اليوم حلال الغرب الأطلسي وحرامه معن بشور 18/4/2022
د.نعيمة أبو مصطفى
في مثل هذا اليوم في 18/4/1996، كانت مجزرة قانا الأولى التي ارتكبها العدو الصهيوني ضد المئات من المدنيين اللبنانيين الذين لجأوا إلى مقر قوات الأمم المتحدة في بلدة قانا في جنوب لبنان خلال حرب “عناقيد الغضب”.
استذكار هذه المجزرة، وهي واحدة من مجازر عدة ارتكبها، وما يزال، العدو الصهيوني في فلسطين ولبنان وسورية ومصر وتونس، في هذه الأيام أهمية خاصة.
فذكرى هذه المجزرة في وقت تتصاعد فيه العمليات العدوانية المتوحشة ضد شعبنا الفلسطيني المنتفض في مواجهات تنطلق من باحات الأقصى المبارك لتعّم كل فلسطين، تأتي لتؤكّد أننا أمام عدو يتّسم بالوحشية والإرهاب والعنصرية على حد سواء.
وذكرى هذه المجزرة في هذه الأيام تأتي في وقت يتصاعد فيه الحصار على لبنان لتحقيق أهداف عجز الكيان الصهيوني وحلفاؤه عن تحقيقها في حرب نيسان 1996، وحرب تموز 2006، وفي مقدمها ضرب المقاومة وزعزعة الوجود اللبناني.
وذكرى هذه المجزرة تأتي في زمن يذرف فيه “الغرب الأطلسي بقيادة واشنطن الدموع على ما يجري في أوكرانيا مسخراً كل قدراته المالية والتسليحية ضد روسيا وحلفائها، فيما بقي، وما زال، صامتاً، بل ومتواطاً مع الجرائم
والحروب والفتن التي ترتكبها القوات الصهيونية ضد شعب فلسطين وأبناء الأمّة.. فالحرب الروسية في أوكرانيا حرام، والحرب الصهيونية ضد فلسطين ولبنان وسورية والأمّة حلال.
وذكرى هذه المجزرة تأتي في زمن يحاول فيه الغرب الأطلسي أن يدّعي حماية المجتمع الدولي، فيما الجريمة الصهيونية في قانا لم توفر مقرات الأمم المتحدة في جنوب لبنان ولم تجر أي محاسبة لها.
وذكرى هذه المجزرة تأتي لتذكّرنا أن العدو الصهيوني يزداد وحشية كلّما مُنّي بالفشل في تحقيق أهدافه، كما جرى خلال حرب نيسان 1996، حيث اضطّر في نهاية العدوان إلى القبول بتفاهم نيسان، الذي أكّد على شرعية دولية للمقاومة، وعلى حماية دولية للمدنيين في جنوب لبنان..
وبهذا المعنى، المطلوب منا جميعاً أن نستحضر مفاعيل حرب نيسان بكل أبعادها في لحظات يخوض فيها شعب فلسطين حرب نيسان جديدة تتكشف فيها محدودية قدرات فكرة الكيان الغاصب على تصفية قضية فلسطين من جهة، وعجزه عن معالجة المأزق السياسي والعسكري والأمني الذي يعيشه.
مجزرة قانا الأولى، كما كل المجازر، هي تأكيد على أن صراعنا مع الكيان الغاصب هو صراع وجود لا صراع حدود.