مقالات

لم يكن رجلا  ـ بقلم / حمدى بهاء الدين 

لم يكن رجلا  ـ بقلم / حمدى بهاء الدين

 لم يكن رجلا 

بقلم حمدى بهاء الدين 

تذكرت حينما قالت له إمرأة ما منذ سنوات طويلة ،، أنت أكذوبة ،، أنت لا شىء ، أنت مجرد بالونة منفوخة ، كل ما بداخلك مجرد فقاعات هواء ، وقتها قلت له لا تعبأ بما قالته هذه المرأة يكفيك أنك شخصية مهيمنة مسيطرة مهاب الجانب يدرك الجميع قيمتك ويعرف الجميع قدرك ، ربما قالت ذلك غيرة منك او أنها ترغبك لكنها عاجزة أن تصل إليك وربما تكون لا تعرفك جيدا ولا تدرى من أنت لكنه لم يقتنع وكأن كلمات تلك المرأة نبوءة وليست مجرد كلمة تدل على حقد إمرأة حيث قابلته بعد أكثر من عشرين عام بالفعل لم أعرفه ، تغيرت ملامحه وأصبح فى شيخوخة مبكرة ، شيخوخة لم تصب ملامحه فقط بل أصابت روحه وكأن السوس نخر عزيمته أو أنه سقط من علو دون إرادة منه أو كأنه أصبح هكذا بفعل فاعل ، لم يعد طموحا كما كان ولم يعد مقنعا كما كان ، لم تعد له كلمة ولا رأى ، لا يطلب منه أحد نصيحة أو حماية ، لم يعد أحد يطلب منه رأى ، لا يستأذنه أحد وكأنه غير موجود كأنه سراب ، لم يعد أحد يهابه أو يخشاه ، أصبح تابعا بعدما كان متبوع ، يرضي بما يلقي له من كسرة خبز أو جرعة ماء ، لم يعد أحد يرغب فى ضمه أو حضنه أو رفقته ، أصبح منبوذ مثل كلب أجرب ، أصبح مثل خيال المآتة واقف وسط الحقل بلا روح 

هنا عادت بي الذاكرة وتذكرت كلام تلك المرأة التى لم تنخدع بما أحاط به نفسه من مظاهر كاذبة وسلطة زائفة وسطوة كانت من صناعته لا أساس لها ، هنا علمت عمق كلمات تلك المرأة وكأنها كانت تقرأ الغيب بأنه مجرد ظاهرة مؤقتة ، مجرد فقاعة وأن كل شىء سينكشف عاجلا أو آجلا وها هو يظهر على حقيقته أنه لم يكن رجلا وأنه الأن يبحث عن ملجأ ويتسول الرفقة ، لا أحد يؤنسه ولا أحد يرغبه لأنه لم يكن رجلا 

# بقلم حمدى بهاء الدين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى