
ما يستحب في العيد و آداب العيد
محمود سعيدبرغش
يعد العيد مناسبة عظيمة يجتمع فيها المسلمون للفرح والسرور، وقد شرع الإسلام جملة من السنن والآداب التي يُستحب القيام بها في يوم العيد، وهي مستمدة من القرآن الكريم، والسنة النبوية، وأقوال الصحابة والفقهاء. ومن هذه السنن:
1- الاغتسال قبل الخروج إلى صلاة العيد
يستحب للمسلم أن يغتسل قبل الذهاب لصلاة العيد، لما في ذلك من الطهارة والتجمل لهذا اليوم المبارك. وقد ثبت ذلك عن بعض الصحابة:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه “كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى” (رواه مالك في “الموطأ” والشافعي في “الأم” بسند صحيح).
وقال الإمام الشافعي رحمه الله: “أحب أن يغتسل للعيدين” (“الأم”، 1/207).
2- استعمال السواك أو تنظيف الأسنان
من السنن المهجورة التي يستحب فعلها في العيد تنظيف الفم بالسواك أو بفرشاة الأسنان، اقتداءً بالنبي ﷺ، حيث قال:
“لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة” (رواه البخاري ومسلم).
قال الإمام ابن القيم: “وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في العيدين السواك، لأنه يدخل في عموم سنن الطهارة والنظافة والتجمل”.
3- الإفطار قبل الخروج لصلاة عيد الفطر
في عيد الفطر، يُستحب الإفطار قبل الخروج إلى المصلى، تأكيدًا على انتهاء الصيام وإظهارًا للفرح بنعمة الفطر.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كان رسول الله ﷺ لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وتراً” (رواه البخاري).
قال الإمام ابن قدامة: “يُستحب أن يأكل تمرات قبل الخروج لصلاة الفطر، اقتداءً بالنبي ﷺ” (“المغني”، 2/224).
أما في عيد الأضحى، فالسنة أن لا يأكل حتى يرجع من الصلاة ليأكل من أضحيته، كما جاء عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: “كان النبي ﷺ لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم، ولا يطعم يوم الأضحى حتى يرجع” (رواه الترمذي وابن ماجه).
4- التطيب ولبس أحسن الثياب
يُستحب للرجل أن يلبس أجمل ما عنده من الثياب في العيد، ويتطيب بالعطور، اقتداءً بالنبي ﷺ:
عن ابن عمر رضي الله عنه قال: “أخذ عمر جبة من إستبرق تباع في السوق فأتى بها النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، ابتع هذه تجمل بها للعيد والوفود” (رواه البخاري ومسلم).
وقال الإمام النووي: “يستحب لبس أحسن الثياب والتطيب للعيد” (“المجموع”، 5/9).
خاتمة
هذه السنن والآداب تضفي على العيد بهجة وروحانية، وتجعل يوم العيد يوم فرح وطاعة لله، وهو فرصة لتجديد الروابط الاجتماعية وصلة الأرحام. فلنحرص على اتباع سنة النبي ﷺ لننال البركة في أعيادنا.