متى يتحول الصمت العربي إلى أفعال تعيد الحقوق الفلسطينية؟
متى يتحول الصمت العربي إلى أفعال تعيد الحقوق الفلسطينية؟

متى يتحول الصمت العربي إلى أفعال تعيد الحقوق الفلسطينية؟
محمود سعيدبرغش
تُعد القضية الفلسطينية إحدى أكثر القضايا تعقيدًا واستمرارية في التاريخ الحديث، إذ تحمل بين طياتها مأساة شعب تُنتهك حقوقه يوميًا منذ عقود. ومع كل جولة من العدوان الإسرائيلي على غزة، يتكرر المشهد ذاته: قصفٌ وقتلٌ وتدميرٌ، يقابله صمتٌ عربي أو بيانات شجب لا تتعدى كونها كلمات خاوية بلا أثر.
الصمت العربي تجاه فلسطين ليس جديدًا، بل هو نتاج عوامل سياسية واقتصادية وأيديولوجية متراكمة. أبرز هذه العوامل هي الانقسامات بين الدول العربية نفسها، إذ باتت المصالح القُطرية تضغط على أي تحرك مشترك نحو دعم القضية الفلسطينية. كما أن الكثير من الدول تخضع لضغوط خارجية، تجعل قراراتها مرهونة بتحالفات سياسية واقتصادية مع القوى الكبرى، مما يعوق أي خطوات جادة.
ولكن يبقى السؤال: إلى متى سيستمر هذا الصمت؟ وهل هناك فرصة لتحول حقيقي في المواقف؟
أول عناصر التغيير هو وحدة الصف العربي، إذ لا يمكن تحقيق أي أثر بدون تنسيق مشترك بين الدول العربية، سواء عبر الجامعة العربية أو المبادرات الفردية والجماعية. ثانيًا، الضغط الشعبي يلعب دورًا محوريًا؛ فعندما تتحرك الشعوب وتطالب حكوماتها بمواقف واضحة وجريئة، فإن ذلك يخلق زخمًا سياسيًا يصعب تجاوزه.
أما العامل الثالث، فهو استقلالية القرار السياسي، حيث يجب أن تتحرر الدول العربية من الضغوط الخارجية التي تقيد تحركاتها. حينها فقط يمكن اتخاذ مواقف شجاعة، مثل قطع العلاقات مع إسرائيل أو دعم المقاومة الفلسطينية بشكل فعلي.
القضية الفلسطينية ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده؛ بل هي قضية أمة بأكملها. وكلما طال الصمت، زاد الألم والمعاناة. السؤال الحقيقي الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا: هل نحن على استعداد لتحمل مسؤوليتنا التاريخية تجاه هذا الشعب؟ الإجابة عن هذا السؤال هي ما سيحدد إذا ما كان الصمت سيتحول يومًا إلى أفعال أم سيبقى مجرد خزي يُضاف إلى تاريخنا.