مقالات

مجدى طنطاوى يكتب.. المغرب كما رأيته تنمية مستدامة وهوية متجذرة

مجدى طنطاوى يكتب.. المغرب كما رأيته تنمية مستدامة وهوية متجذرة

مجدى طنطاوى يكتب..

المغرب كما رأيته تنمية مستدامة وهوية متجذرة

 

في زيارتي الثانية إلى المملكة المغربية الشقيقة والحبيبه وجدت نفسي أمام مشهد حضاري فريد يفيض جمالًا ورقيا ويعكس بصورة ناطقة أثر القيادة الحكيمة والرؤية الاستراتيجية الثاقبة في نهضة الأوطان ورفعة الشعوب ومن هنا أتوجّه إلى حضرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس قائد النهضة المغربية الحديثة وصانع الطفرة التنموية الشاملة التي امتدت ظلالها الوارفة من أقصى المملكة إلى أقصاها

لقد لامست منذ اللحظة الأولى من وصولي إلى أرض المغرب الطيب تناغما فريدا بين التقاليد العريقة والحداثة المعمارية حيث تبدو للزائر معالم التطور الممنهج والانضباط الحضري في صورة تسر الناظرين من الدار البيضاء إلى الرباط عكست المدن المغربية وجها مشرقا للتمدن شوارع نظيفة جدا حدائق خضراء مفتوحة ساحات عامة متاحة لكل فئات المجتمع فضاءات ترفيهية مجانية للأطفال ومرافق عمومية تعكس عمق الفلسفة التنموية التي تضع الإنسان في قلب السياسات العمومية باعتباره غاية التنمية ووسيلتها

لكن ما شدني أكثر من جمال العمران ورقي البنيان هو ذلك الرضا المنبعث من وجوه الناس وتلك البسمة الدافئة التي تسكن ملامحهم بما تعكسه من طمأنينة داخلية وارتياح مجتمعي لحياة كريمة تُصان فيها الكرامة الإنسانية ويُحترم التنوع الثقافي والديني واللغوي في نموذج يُحتذى به في التعايش والوحدة الوطنية

وإن كرم الضيافة المغربي ذلك الإرث الحضاري العريق لا يلبث أن يفاجئ الزائر في كل مكان فالمغاربة على اختلاف انتماءاتهم ومواقعهم يجسدون أسمى معاني النبل والترحاب ويقدمون صورة راقية عن شعب أصيل مترفع عن الضغائن متمسك بقيمه منفتح على الآخر ومتجذر في عمق التاريخ والحضارة

ومااروع أن تتكامل الأصالة المغربية العريقة مع طموحات التحديث والتقدم في مسار تنموي يتسم بالاستدامة والعدالة الاجتماعية

كما أجدّد تحيتي الخالصة للحكومة المغربية على ما تبذله من جهود مخلصة وعلى تبنّيها لبرامج إصلاحية عميقة وسياسات عمومية ترتكز على تحقيق التنمية المتوازنة وتكريس العدالة المجالية في إطار الرؤية الملكية السامية التي تهدف إلى ترسيخ مكانة المملكة كقوة إقليمية صاعدة وفاعل مسؤول على الصعيدين القاري والدولى

وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يحفظ المملكة المغربية الشقيقة قيادة وشعبًا وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار وأن يزيدها رفعة ومجدًا وأن يبارك في خطواتها نحو المزيد من التقدم والازدهار

فالمغرب بحق ليس مجرد بلد… بل روح تنبض بالحضارة وشعب يزهو بالكبرياء وقيادة ترنو إلى المجد وتسير إليه بثقة واقتدار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى