محافظات

محافظة قنا  تحتفل  بمولد سيدي عبد الرحيم القنائي

محافظة قنا  تحتفل  بمولد سيدي عبد الرحيم القنائي

كتبت/رحاب احمد
يقام الاحتفال السنوي بمسجد عبد الرحيم القنائي هو أحد المساجد التي أنشئت في عصر الدولة الأيوبية بجنوب مصر التى تصدت للحملة الصليبية على مصر وكان شاهدا على هزيمة الفرنسيين فى موقعة البارود التى إتخذت منها قنا عيدا قوميا لها حيث تم مهاجمة المدينة بعدد ١٢ سفينة حربية فهب أهالي المدينة للدفاع عن مدينتهم وتمكنوا من إغراق السفن بالإضافة إلي أكثر من عدد ٥٠٠ جندى وضابط فرنسى فى مياه النيل ويقع هذا المسجد في مدينة قنا عاصمة محافظة قنا فى الجهة الغربية من محطة السكك الحديدية ويمر أمامه الطريق السريع الرابط بين مدينتى قنا والأقصر والذى تمر عليه مئات السيارات فى اليوم وقد شهد هذا المسجد قيام أول جمهورية بالصعيد التى أقامها شيخ العرب همام الذى ساهم فى توسعة المسجد عند زيارته له

وهو يمتاز بطراز معمارى وهندسي فريد جعله من أكثر المساجد إتقانا في الجانب الهندسي وآية من آيات الفن المعماري علي مستوي الجمهورية هذا ويحظى مسجد سيدى عبد الرحيم القناوى بمكانة دينية وسياحية كبيرة جعلته مقصدا من أهم المقاصد والمزارات الدينية على مر العصور .

ويعود تاريخ بناء المسجد في البداية إلي عام 1136م وبعد ذلك إهتم به الساسة وكان أولهم الأمير على بن سليمان الهوارى الذي أوقف على المسجد 385 فدانا ومن بعده الأمير همام بن يوسف المعروف بلقب شيخ العرب همام صاحب مشروع إستقلال الصعيد في عهد المماليك الذي جدد المسجد وفرشه بعدد 15 سجادة وزوده بأدوات الإنارة اللازمة له بحسب اللوحة التذكارية المثبتة في أحد جدرانه

ثم تمت إعادة بنائه علي يد الملك فاروق عام 1948م الذي أمر بإزالة المبني القديم الذي بناه الأمير همام الهواري أمير الصعيد وقام بوضع حجر الأساس بنفسه حيث تم بناؤه علي أحدث طراز كما تم عمل المقصورة الزجاجية الموجودة الآن بالضريح ثم تم توسيع الميدان ليستوعب زواره وهو يتكون حاليا من صحن مربع مغطى بسقف به شخشيخة تعلو قبة صغيرة ضحلة ويحيط بالصحن أربعة إيوانات عميقة متعامدة أكبرها إيوان القبلة ويقع في الجهة الشرقية من المسجد ويتقدم كل إيوان عمودان كل منهما مكون من عمودين ملتصقين ويعلو العمودين ثلاثة عقود تكون واجهة الإيوان والمدخل الرئيسى للمسجد يقع في الجهة الجنوبية وهو مرتفع إذ يصعد إليه بست درجات وتتقدمه مظلة ذات أعمدة وفى الركن الجنوبي الشرقي للمدخل توجد مئذنة الجامع وخلف الإيوان الشمالي يوجد الضريح وهو عبارة عن غرفة كبيرة مربعة تعلوها قبة ترتكز على رقبة تقوم على دلايات قصيرة في أركان المربع وخلف الإيوان الغربي توجد دورة المياه الخاصة بالمسجد وقد تم وضع مزار ومسجد سيدي عبدالرحيم القناوي علي خريطة محافظة قنا السياحية منذ عدة أعوام بعد أن إنتهت أعمال التطوير والترميم داخل المسجد والميدان الرئيسي أمامه وزيادة المساحات الخضراء بالمناطق المحيطة به مما أضاف لمسة جمالية لهذا المزار

والتي بدأت في عام 2002م في عهد اللواء عادل لبيب محافظ قنا الأسبق وإستكملها من بعده المحافظ الذى خلفه اللواء مجدى أيوب وإنتهت في عهده ومن اللافت للنظر أن المسجد صلى فيه إثنان من رؤساء مصر أولهما الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى القرن العشرين الماضى وثانيهما الرئيس الأسبق محمد مرسى الذى عزله الشعب فى يوم 3 يوليو عام 2013م بعد ثورة الشعب عليه يوم 30 يونيو عام 2013م كما صلى فيه العديد من الوزراء والشخصيات العامة عبر تاريخه وفى زيارته الأخيرة للمسجد وعد وزير الأوقاف الحالي الدكتور محمد مختار جمعة بإنارته بالطاقة الشمسية ورصد ميزانية كاملة لإنشاء هذه التقنية فى تطوير المسجد .

 

والعارف بالله عبد الرحيم القناوي هو السيد عبدالرحيم بن أحمد بن حجون وينتهي نسبه إلي الإمام الحسين رضي الله عنه بن الإمام علي رضي الله عنه وقد ولد في الأول من شهر شعبان من عام 521 هجرية الموافق يوم 11 أغسطس عام 1127م في بلدة تراغي في مقاطعة سبتة بالمغرب العربي ونشأ نشأة دينية وحفظ القرآن الكريم وهو في سن الثامنة من عمره ودرس الحديث والتفسير والبلاغة والفقه وتفقه علي مذهب الإمام مالك ثم هاجر إلي دمشق ثم إلي مكة المكرمة ثم إلي المدينة المنورة وإلتقي في المدينة المنورة بالشيخ مجد الدين القشري من مدينة قوص وهي مدينة في صعيد مصر تقع شمالي مدينة قنا وكانت عاصمة إقليم الصعيد حينذاك والذى كان إماما للمسجد العمرى بها وكانت له مكانته المرموقة بين تلاميذه ومريديه وكان يعد منارتها فى العلم وكان ذلك فى عهد الخليفة العاضد بالله آخر خلفاء الدولة الفاطمية في منتصف القرن الثاني عشر الميلادى ودعا الشيخ مجد الدين القشرى سيدى عبد الرحيم القناوى للإقامة بمصر بعد أن صارا صديقين وإستطاع الشيخ إقناعه بذلك وصحبه من مكة المكرمة إلي قوص لكن القناوى لم يرغب فى البقاء فى قوص وفضل الإنتقال لمدينة قنا تنفيذاً للرؤى التى أخذت تلح عليه فى الذهاب إليها والإقامة بها وبالفعل إنتقل إليها حيث إستقر به المقام فيها حيث عينه الأمير الأيوبى العزيز بالله شيخا لمدينة قنا فعرفه الناس حينئذ بعبد الرحيم القناوى وتزوج بإبنة صديقه القشيرى وتزوج بعد وفاتها 3 نساء أخريات أنجب منهن عدد 19 ولدا وبنتا عملا بكلمته المشهورة كنت أعتقد أنى لو قدرت ما تركت على وجه الأرض عازبا إلا زوجته والزوجة نعمة لا يعرف قدرها وقد توفى في عام 592 هجرية الموافق عام 1196م عن عمر يناهز 72 عاما .

القناوى قضى عامين معتكفا وخرج بعدها مؤسساً مدرسته الصوفية الرحيمية الخاصة التى تسمح للطرق الصوفية الأخرى بالأخذ منها من غير الخروج على طرقها مؤكدا أنه كان يهتم دائما بالحديث عن العلم إيمانا منه بأن العلم دعوة سماوية ومتممة للعمل وكان يعمل بالتجارة ليجمع بين العبادة والعمل حيث أخذ يدعو الناس ويعرفهم بتعاليم الدين الإسلامي ويعمل نهارا ويجتمع بمريديه ليلا ومن أهم كتبه تفسير القرآن الكريم وكتاب رسالة في الزواج وكتاب أحزاب وأوراد وكتاب الأصفياء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى