مقالات

” مسار آل البيت ” بقلم : العارف بالله طلعت

مسار آل البيت

بقلم : العارف بالله طلعت

قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بإقامة مبادرة تحت رعايته تحافظ وتقوم بصيانة كل مواقع مساجد أهل بيت النبى صلى الله عليه وسلم وتضعها ضمن مسار سياحى محدد الطريق والمعالم مدعم بعربات نقل ذكية ونظيفة

موضحة باللافتات تحتوى على معلومات عن كل مزار ولا تهدف المبادرة الرئاسية إلى التنشيط السياحى وخلق فرص عمل فقط بل تصدير صورة حضارية عن مصر لها مردود دينى وسياسى وثقافى وسياحى وإعلامى على المستويين الإسلامى والعالمى

بناء عليه وضعت العديد من الجهات المحلية من بينها حى جنوب القاهرة ووزارات الآثار والنقل والثقافة بوضع تصور سياحى دينى ترفيهى تحت مسمى «مسار آل البيت» وهو عبارة عن مشروع قومى لإحياء المناطق الدينية والتاريخية والأثرىة بالقاهرة الفاطمية التى لها اهتمام كبير

حيث تقوم المحافظة بالربط بين مزارات آل البيت من خلال سيارات كهربائية لنقل الزوار فى رحلات يومية تشمل المرور على أشهر أضرحة آل البيت التى تشهد إقبالاً كبيراً من المواطنين خاصة زوار القاهرة القادمين من جميع محافظات الجمهورية

مثل مزارات: «مسجد السيدة نفيسة– مسجد السيدة زينب– مسجد السيدة عائشة» بالإضافة إلى الآثار الإسلامية مثل مساجد: (مسجد أحمد بن طولون وقبة الأشرف)وغيرها.

والمشروع يبدأ بمسجد السيدة زينب ثم مسجد أحمد بن طولون – مزارات شارع الإشراف: «مسجد السيدة سكينة – مسجد السيدة رقية – مقام سيدى ابن سيرين – مقام السيدة عاتكة – قبة الأشرف خليل- قبة فاطمة خاتون» ومسجد السيدة عائشة ومسجد السيدة نفيسة

.وتم الاتفاق على تخصيص سيارات كهربائية تعمل على نقل الزوار بهذا المسار يومى الجمعة والسبت بالتنسيق مع إدارة المرور عقب صلاة الجمعة بطول 800 متر.

والمشروع غير هادف للربح. والمجتمع المدنى يشارك فى تمويل المشروع ويتم الآن رفع كفاءة وتطوير شارع بورسعيد ومحيط مسجد السيدة زينب الذى تم افتتاح حديقة «قنديل أم هاشم» يوم 17 مارس 2022 لخدمة زوار المقام الزينبى

وتعتبر متنفس لأهالى الحى كما يوجد بالحديقة عدة دورات مياه لخدمة الزوار وأهالى المحافظات.

وإن تطوير منطقة مسجد وضريح السيدة زينب تشمل دهان 36 عمارة ومبنى محيطا بالميدان بالإضافة إلى أعمال الإنارة التى تشمل وضع 48 عامود على الطراز الإسلامى

والسيدة زينب حفيدة النبى صلى الله عليه وسلم إبنة فاطمة الزهراء رضى الله عنها ألهمت الجميع بالقوة والإصرار والصبر على الشدائد وفرحلت إلى مصر ووصلتها عام 61 هـ

فاستقبلها «مسلمة بن مخلد الأنصارى» والمصريون عند بلبيس شرقى مصر حتى وصلت إلى الفسطاط مضى بها مسلمة إلى داره بالحمراء فأقامت بها قرابة العام حتى توفاها الله فى رجب عام 62 هـ،

ثم دفنت بمخدعها من الدار حسب وصيتها وقام الوالى العثمانى «على باشا» فى عام 956 هـ «1549م» ببناء مشهد بمسجد جديدين ثم جدده الأمير عبدالرحمن كتخدا عام 1174 هـ «1761م»

وغيره من الحكام على التوالى حتى المعاصرين وتقوم وزارة الأوقاف بصيانة ضريح السيدة زينب رضى الله عنها والذى تحيط به مقصورة من النحاس الأصفر وتعلوها قبة صغيرة من الخشب ونوافذ معشقة على الطراز المملوكى.

وتأتى هذه الجهود موازية للأعمال التى تم البدء فيها بشارع الإشراف من المزارات الإسلامية أيضاً والذى يهدف إحياؤها لتطوير الشارع كمزار سياحي وثقافي حضاري مثل شارع المعز لدين الله الفاطمى.

وتم بناء ضريح السيدة نفيسة بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن على بن أبى طالب لأول مرة فى عهد عبيد الله بن السرى والى مصر فى الدولة العباسية ثم تكرر تجديده عدة مرات وصولا ما بين 532 و665 هجريا

فتم بناء قبة وكسوتها بالرخام انتهاء بالدولة العثمانية حتى عهد الخديو عباس الأول. وبالرغم من أن الإمام الحسين لم يولد فى مصر أو حتى توفاه الله فيها إلا أن الكثير يعرفوا أن رأس الإمام مدفون فى مصر ويوم الاحتفال بذكراه

هو ذكرى وصول الرأس الشريف إلى القاهرة فى عام 549 هجريا بعد نقلها من عسقلان إلى القاهرة خوفا عليها من هجمات الصليبيين على الشام فقام الصالح طلائع بن زريك

بنصح الخليفة الفائز بالتفاوض مع بلدوين الثالث قائد الحملة الصليبية على عسقلان بدفع مبلغ مالى كبير مقابل الحصول على الرأس الشريف وإعادة دفنه بمصر فحمله بن زريك الرأس الشريف على صدره من عسقلان فى 8 من جمادى الآخرة ليصل إلى مصر فى 10 من نفس الشهر الموافق العام 548 هجريا (1153) ميلاديا.

وكما احتفى المصريون بآل البيت استقبلوا الرأس الشريفة عند وصولها مصر بخلع نعالهم حتى لم يكن بينهم مرتديا لنعله وتقول الروايات القديمة إن المشهد الحسينى الموجود الآن كان يطلق عليه « قصر الزمرد» لأحد الأمراء يدعى الأمير حفيظ الدين قام بالتنازل عنه وبنى عليه مسجد الحسين الحالى.

ويأتي تطوير مسجد الحسين بـ150 مليون جنيه ضمن مخطط تطوير القاهرة التاريخية ومساجد وتشمل عملية التطوير أرجاء المسجد من أرضيات وحوائط وأسقف كذلك معالجة الأساسات والتربة المحيطة بالمسجد .

أما ضريح السيدة عائشة هى إبنة جعفرالصادق ابن الإمام محمد باقر ابن الإمام على زين العابدين ابن الإمام الحسين ابن الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه جاءت إلى مصر هربا من بطش الخليفة العباسى أبو حعفر المنصور الذى نكل بآل البيت فى موقعة «فج» بالقرب من مكة عام 145 هجريا

وبعدها قررت السيدة عائشة أن تهرب إلى مصر لتكون آمنة ولم يك عمرها تجاوز 22 سنة وقد لقبت «بعروس آل البيت» لأنها لم تتزوج.كان ضريح السيدة عائشة فى البداية صغيرا وبسيطا ثم اهتم بعمارته الفاطميون والأيوبيون

حيث أنشأوا بجوار الضريح مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم وعندما أحاط صلاح الدين الأيوبى القاهرة والعسكر والقطائع والفسطاط بسور فصل بين قبة السيدة عائشة وبين القرافة تم فتح باب فى السور إلى القرافة سمى بباب عائشة ويعرف الآن بباب القرافة

واعتبر صلاح الدين أن القاهرة محفوظة بوجود السيدة عائشة الشريفة على بابها. ثم توالت التطويرات التى طالت المسجد والمقام حتى قام الرئيس السادات عام 1971 بتجديد وتوسيع المسجد والاستعانة بأحجار أصلية من العصر المملوكى

للحفاظ على طراز بداية بناء المسجد أسوة بباقى أضرحة آل البيت التى ازدهرت أبنيتها فى عصر الدولة الفاطمية وتحديدا فى عصر الحاكم عبدالرحمن كتخدا فى 1176 هجريا/ 1762 ميلاديا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى