
مصر في القرآن الكريم: أرض الحضارة والتاريخ
كتب أشرف ماهر ضلع
مصر، تلك البلاد التي تُعدّ من أقدم الحضارات في العالم، لم تكن مجرد موقع جغرافي متميز، بل كانت أيضًا محورًا مهمًا في السرد القرآني. ذُكرت مصر في القرآن الكريم في عدة مواضع، حيث ارتبطت بوقائع تاريخية ودينية تعكس مكانتها العظيمة في تاريخ البشرية.
مكانة مصر في القرآن
تُعتبر مصر مركزًا للعديد من الأحداث المهمة التي وردت في القرآن، مثل قصة النبي موسى عليه السلام. حيث تروي الآيات الكريمة كيف نشأ موسى في قصر فرعون، وكيف أرسله الله تعالى لإنقاذ بني إسرائيل من ظلم الفرعون. يقول الله تعالى في سورة القصص: **”وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ”** (القصص: 7)، مما يعكس بداية قصة موسى الذي أصبح رمزًا للحرية والخلاص.
مصر كرمز للتاريخ والعلم
تتمتع مصر بتاريخ طويل من العلم والثقافة، وقد بُنيت على أراضيها أهرامات الجيزة التي تعد من عجائب العالم السبع. هذا الإرث الثقافي والتاريخي يظهر في القرآن من خلال الإشارة إلى الحضارات السابقة والتاريخ العريق. يقول الله تعالى في سورة يوسف: **”فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ”** (يوسف: 93)، مُشيرًا إلى مصر كمكان للملاذ والأمان.
مصر في سياق الرسالة الإلهية
تأتي الإشارة إلى مصر في القرآن أيضًا كجزء من الرسالة الإلهية الشاملة. فقد كانت مصر مهدًا للأنبياء، ومكانًا لنشر الدعوات السماوية. في سورة البقرة، يُذكر أن بني إسرائيل قد سُخِّروا للعمل في مصر، مما يدل على دورها الكبير في تشكيل التاريخ الديني.
الخاتمة
في الختام، تُبرز الآيات القرآنية مكانة مصر الكبيرة في التاريخ الإنساني والديني. إن ذكرها في القرآن الكريم يعكس عمق حضارتها وأهميتها في سياق الرسالة الإلهية. تبقى مصر، بتراثها الغني وثقافتها العريقة، رمزًا للإنسانية، حيث تتجلى فيها قيم الحرية، والعلم، والإيمان.
إن فهم دور مصر في القرآن يُعزز من أهمية هذه البلاد في الذاكرة الجماعية للأمة الإسلامية، ويُظهر كيف كانت وستظل مركزًا للعلم والحضارة عبر العصور.