مقالات

مصر في قمة الدوحة: صوت الحكمة والضوء الرافض للظلم

مصر في قمة الدوحة: صوت الحكمة والضوء الرافض للظلم

مصر في قمة الدوحة: صوت الحكمة والضوء الرافض للظلم

كتب أشرف ماهر ضلع

 

في دوحةٍ اقترنت فيها رفعةُ الشِّأن بالصرامة، وقف الرئيس عبد الفتاح السيسي منتفضًا أمام انتهاك صارخ للسيادة العربية، ليكون لكلماته صدًى يصل إلى أركان القلوب، وأعتاب القرار. القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة ليست مجرد لقاء عابر، بل سجلٌّ يُوثّق لحظة مفصلية، تجلت فيها مصر بوجهها المشرق الحامل لواء العدل، ورافضة كل منتهكٍ للحقوق مهما طال الزمن.

 

بدأ الرئيس كلمته بالتعبير عن الوفاء والتقدير لقطر الشقيقة على استضافة القمة في هذا التوقيت الحرج، مؤكدًا أن العدوان الإسرائيلي الأخير على الأجواء والأراضي القطرية يمثل تجاوزًا تاريخيًا تجاوز فيه المعتدي كل الخطوط الحمراء، مسيئًا ليس فقط لدولة عربية، بل لمبادئ السلم الدولي وقواعده الثابتة.

 

ومصر، التي لا تغير مواقفها تبعًا للتصاعدات، أعلنت تضامنها الكامل مع قطر، داعيةً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه هذا العدوان، الذي لا يستهدف قطر وحدها، بل سلام المنطقة برمّتها.

 

في رسائلٍ قوية وواضحة، حذّر الرئيس من أن ما تمارسه إسرائيل لا يهدّد فرص السلام المستقبلية فحسب، بل يُعرّض الاتفاقيات القائمة للانهيار، ويُقوّض أمن الشعوب، ويضع العراقيل أمام أي مبادرات سلام قد تلوح في الأفق.

 

ولم تغب القضية الفلسطينية عن كلمته؛ فمصر ظلّت تؤكد أن الحق الفلسطيني لا يقبل المساومة، وأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، هي الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار والسلام.

 

وفي رسالة بلغَت حجم التحديات التي تواجه الأمة، شدّد السيسي على أن وحدة الصف العربي والإسلامي لم تعد خيارًا بل ضرورة، وأن الصمت تجاه الانتهاكات ليس خيارًا مطروحًا بل مشاركة فيها، مؤكدًا أن مصر ستظلّ صمام أمان لأمنها القومي، ولن تتوانى عن الدفاع عن سيادتها وسيادة الدول الشقيقة.

 

خُلاصة الموقف والرؤية

 

كلمة الرئيس السيسي في الدوحة كانت أكثر من إدانة، بل كانت إنذارًا استراتيجيًا؛

إنها دعوة للعرب وللأمم إلى أن تتحمل المسؤولية، وأن يضغطوا من أجل إنفاذ القانون الدولي، وأن يستعيدوا المبادرة في قضاياهم التي تُسرق تحت ذريعة المصالح، وأن لا يتركوا جهود السلام ترهَق تحت وطأة الظلم والعدوان.

 

مصر اليوم، ومن قلب دوحةٍ عصفت بها الرياح العاتية، تُعلن أن صوت الحق لا يُكمم، وأن الحقوق لا تُنسى، وأن المستقبل يُكتب بثبات المواقف قبل حدة الكلمات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى