
/ منافسة الوغى /
بقلم ..جيهان الحمود من فريق بقلم خط الرقعة
غريبةٌ أطوارهُ تدهشني، كعجوزٍ يهابُ الوقوع في أزقَّةِ الزَّمانِ مكتوف الأيدي…
كشابٍّ يجبرُ بهدوئهِ على نسيانِ الانفعال من أساسه، أيضاً كطفل هائم بأمِّه يصرخُ عندما يحتاجُ للرِّضاعة..
ولكنَّه مغترب يحتضنُ أشواك غربتهِ، فالصّحراء العربيّة لم يعد عليلُ رياحها ينعشه، ففي كلِّ غصن زيتون رائحة العدم تفوح… وعلى كلِّ ورقة مكتوب “إنَّا للّه وإنَّا إليه راجعون” حاول الصُّمود والبقاء في ربوع الوطن لكن جذور الأشجار في الفراغ وهو على زجاجةٍ تنكسرُ بصوتِ مذياع…
صرخ قائلاً: يا للقدر المشؤوم الذي خلقني في أرض أجهضت الأمان قبل السَّلام…
ردَّ عليهِ هسيس التّراب: أراهنك على أن تجد بلد أحسن الأحوال التي… ولم يكمل كلامه…
بقي على رهانه وسافر إلى بلدٍ يصعبُ نطقها على لسانه وعاش بسلامٍ ونعيمٍ ثمّ ألقى سلامه
على وطن يترك أصابع اليدين تعبث بشعره ولم يسأل نفسه يوماً كيف أسبِّله؟ وما من مشطٍ يسرِّحه.
وفي اليوم التَّالي… تهافتتْ شعوب تجاهلت وطأة المعركة لتقفَ متفرِّجة مع الجمهور ومبسمها يخطُّ ضحكة سخرية، وفي السّاحة فريقان يضمران وجلاً في الأفئدة وعسف المهجة على بعضهم وبيلة، فتصاعدت صافرته “بيب” ليرمي الكرة بين لاعبين من كلّ فريق “غزَّة وإسرائيل” حتّى التبسَ الضَّباب حنايا الزّمن فالتقطها صهيوني وبدأت اللّعبة…
غرابيب تتوالى ونوازل السّأم تنزل صواريخها على بانية العرب، ونحنُ لا أفنان حرب تعيننا ولا مرابط تستعدّ لتجهيزها، كابدوا و كابدوا والنّتيجة مئة مقابل صفر لليهود، مضتْ سويعات ولجب الوغى سمجٌ سخيم، قنابل الوصب وقداح الزّؤام تضرب بأهل غزة، لتنتهي المباراة بفوز إسرائيل وتشييع جثمان الفلسطينيّن على أرضهم أرض العروبة، وقف الحكم مكتوفُ الأيدي منتحب قائلاً: يا حكومة أرضي يا رأس القبيلة، بلدي تحترق وأنتم على الفرَس تهربون من كل طامة، ليتني أنا من أمسكُ البلاد لأمسك برؤوس كل الزعماء فأهوّدُ يمناي وخنجر يدي عاتٍ بكبدهم،
ليسمعَ دندنته أحدهم، فاقترب منه قائلاً: أيُّها الأحمق أعطني صافرة الحكم..
فأخذها من عنقه وتعالت صافرته كي تطغى على صوت طلقة واحدة أصابت فؤاد الحكم السابق..
وهو مازال يلفظ أنفاسه الأخيرة قال: لا يوجد أحوال أحسن من أحوال بلادي !؟