
من بعد الرحيل
بقلم الكاتبه والاديبة جيهان موسي الصياد
من بعد الرحيل
صارت السماء ضباب و غيوم
وسحاب وظلام حالك
و اصبحت الارض جفاء
لا ينمو فيها زرع اخضر
ولا تثمر فيها الاشجار
اصبحت وحيدة بدونك
لا يوجد لي احد سواك
ولا يوجد لي وطن ولا بيت يحتويني
انت كنت لي البيت والوطن وعندما رحلت عني
احتلتني الاحزان وسكنت بداخلي الألام
اختنقت. وامتنع عني الهواء
لا اتنفس غير رائحة دخان وغبار
تغيرت كل حياتى
وتحولت الي رياح وبركان وعواصف لا تهدأه ابدا
ولا تذهب عن سمائي
لكي تاتي الامطار
تسلسلت بقيودك
في زنزانة الاحلام
انت اصبحت سجانى وجلادى
وانا لك عبدا مطاع
لا أستطيع فك قيودى
ولا الخروج من السجن الحرمان
اراك بأحلامى تلازمنى
كالظل لا تفارقنى
ولا تتركنى ولكن تعذبنى بالبعد والهروب منى
وانا أتمسك بيديك واناجيك بكل مكان
واتوسل اليك في حلمى ان تبقى معى
وروحي تكاد ان تفارقنى لكى تذهب معك وتتركنى
وتعانق روحك وتتعلق بها كالطير المهاجر في السماء اتذكر كل شى صار معى وانت بجوارى
قبل ان ترحل عنى، وتتركنى اعانى مرارة الكأس
وعلقم الايام
كانت سمائى ممطرة بقطرات الندي لونها كبياض التلج
تهطل علي الارض
لكي تثمر منها اشجارى
واروى منها جميع الازهار وتذكرت بيتنا الجميل
الذي بنيناه بالحب
وزرعنا بجواره النرجس والريحان
وشجرة الياسمين وافرعها التي كانت تلتف حول الجدران
حتي الاسوار التي، طبعنا عليها صور الحب والعشق والغرام
الان اين البيت الجميل واين االزهور واين الياسمين والاشجار جاءت عاصفة الفراق هبت علينا كالرياح المدمرة
اقتلعت الاشجار من الجذور وقتلت كل الزهو.ر
عاصفة ما تركت لنا شيء حتي البيت الجميل اصبح انقاض وحطام
ورحلت واصبحت حياتي عذاب
والان اراك بالمنام واتمسك بيديك واتمني منك الرجوع
لكي تعود لي الحياة واعيش واتنفس من عبيرك عطر
يمنحنى سحرا من الأمل ونورا اخطو عليه في عتمة الايام