مولانا_الإمام_الحسن_رضى_الله_عنه

مولانا_الإمام_الحسن_رضى_الله_عنه:
هانى القصاص
وُلِدَ الإمام الحسن – رضى الله عنه – للنصف الأول من شهر رمضان من السنة الثالثة للهجرة فى أشرف بيت من بيوت العرب؛ بيت سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم –
وأسرع سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – لبيت السيدة فاطمة الزهراء لاستقبال حفيده الأكبر فاستقبله فى فرح وسعادة بالغة، وأذَّن فى أذنه.
ولما حضر سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – قال: ” أرونى إبنى .. ما سميتموه؟ قال الإمام على: ” سميناه حرباً “، فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – :
” بل هو حَسَن “.
حيث نزل الوحى على النبى الكريم – صلى الله عليه وآله وسلم – وقال جبريل الأمين لسيدنا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – “سّمِّهِ حَسَناً”، وقد كان.
وعقَّ عنه سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – بكبشين أمْلَحَيْن، وأعطى القابلة فخذاً وديناراً،
وقال سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – للسيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين – رضى الله عنها – : ” يا فاطمة .. إحلقى رأسه، وتصدقى بزنة شعره فضة “.
وقد أجرى سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – للإمام الحسن – رضى الله عنه – الختان فى اليوم السابع من ولادته،
#نشأته_رضى_الله_تعالى_عنه:
نشأ سيدنا الإمام الحسن – رضى الله تعالى عنه – نشأة مباركة قوامها كتاب الله؛ حيث قام على تربيته جده المصطفى – صلى الله عليه وآله وسلم – فكان يحبه حباَ شديداً وكان صلى الله عليه وآله وسلم يُقَبِّلُه ويداعبه.
روى البخارى عن أبى بكرة – رضى الله عنه – قال: رأيت رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – على المنبر، والحسن بن على معه وهو يقبل على الناس مرة وعليه مرة، ويقول: ” إن ابنى هذا سيد، ولعلَّ الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين”.
يقول عنه فضيلة الشيخ صالح الجعفرى – رحمه الله تعالى -:
وسَيَّدَكَ النَّبِىُّ وقال إِبْنى
سيُصْلِحُ بيْنَ جيشِ المؤمنينا
فأصْلَحَ بيْنَهُمْ وتراه بدْراً
زهيداً فى حُطام المُتْرَفينا
وشمله جده المصطفى – صلى الله عليه وآله وسلم – بالعناية والرعاية والمكرمات العظيمة والمُثُل العليا النبيلة، والقِيَم المحمدية الشريفة، وكان يحنُو عليه حُنُوَّاً عظيماً، ويصحبه فى كثير من أوقاته هو وسيدنا الإمام الحسين رضى الله عنه، ويرسم لهما محاسن الفعال ومكارم الأخلاق، ومدحه فضيلة الشيخ صالح الجعفرى –رحمه الله تعالى – قائلاً:
أيا حَسَنُ المُكَرَّمُ نِلْتَ فضلاً
وإخلاصاً وإرشاداً مُبيناً
وقال سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – عن مولانا الإمام الحسن – رضى الله تعالى عنه – : ” من سَرَّهُ أن ينظر إلى سيِّدِ شباب أهل الجنَّةِ فلينْظُرْ إلى الحَسَنِ بن على “.
وفى الحديث قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – للإمام الحسن: ” اللهم إنى أحبه فأحبه وأحب من يحبه “.
وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال: أقبل النبى – صلى الله عليه وآله وسلم – وقد حَمَلَ الحَسَن على كتفه الشريف فلقيه رجل فقال: نِعْمَ المركب ركبت يا غلام، فقال النبى – صلى الله عليه وآله وسلم – : ” ونِعْمَ الراكبُ هُوَ “.
#أوصافه_وملامحه_رضى_الله_تعالى_عنه – :
كانت السيدة فاطمة الزهراء تداعب الإمام الحسن بن على وتقول: ” بأبى شبيه بالنبى ، ليس شبيهاً بعلىَّ “.
يقول سيدنا علىٌّ – كرَّم الله وجهه – : الحَسَنُ أشبه برسول الله ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه برسول الله ما أسفل من ذلك، لذلك قال فضيلة الشيخ صالح الجعفرى – رضى الله عنه –
شَبيهٌ بالنَّبىِّ له كمالٌ
وإخْباتٌ يفوق المخبتينا
وكان للإمام الحسن بن على – رضى الله عنه – مناقب كثيرة منها أنه كان يكره الفتن والسيف، شديد التقى والنقاء، والصفاء والوفاء،
وأخلاقه أسمى من أن يحصيها عادٌّ فقد كان – رضى الله تعالى عنه – جامعاً لمكارم الأخلاق.
لقد كان الإمام الحسن – رضى الله عنه – يحج إلى بيت الله الحرام ماشياً ونجائبه تقاد بين يديه ويقول: ” إنى أستحيى من ربى عزَّ وجلَّ أن ألقاه ولم أمشِ إلى بيته “.
#ألقابه_رضى_الله_تعالى_عنه – :
ولقد لُقِّبَ الإمام الحسن – رضى الله عنه – بألقاب عديدة وكثيرة منها:
التقىّ، والطيِّب، والولىّ، والسيِّد، والسبط، وأمير المؤمنين،
وإن كان أشهرها “السبط” وقد كان من ألقابه عميد أهل البيت بعد أبيه – رضى الله عنهما –
ومن ألقابه أيضاً : حليم أهل البيت.
#مظاهر_شخصية_الإمام_الحسن_رضى_الله_عنه :
لقد بيَّن فضيلة الشيخ صالح الجعفرى – رحمه الله تعالى عنه – شخصيته عندما مدحه قائلاً:
لهُ حِلْمٌ لَهُ كَرَمٌ وَ جُودٌ
يفُوقُ به عطاء المُنْفقينا
كان الإمام الحسن – رضى الله عنه – حادَّ الذكاء، حاضر البديهة، قوى الحجَّة، خطيباً راشد الرأى حكيماً، راضياً بالمقدور، وذلك من علامات اليقين، وكان – رضى الله عنه – يكظم الغيظ ويملك النفس، فمما شهد له به خصومه أن حلمه كان يوزن بالجبال،
وقد كان – رضى الله عنه – عذب الروح، حلو الحديث، كريم المعاشرة، حسن الألفة، يعطى المال حين يُسأل وحين لا يُسأل، ذا هيبة ووقار، يُحسَب له حساب عند الأمراء من بنى أمية حتى قال معاوية – رضى الله عنه – : والله ما رأيته جالساً عندى إلى خفت مقامه.
وكان – رضى الله عنه – رجل سلام وفىَّ العهد، فحين سالَمَ سيدنا الإمام الحسن سيدنا معاوية – رضى الله عنه – إنما سالمه ابتغاء مرضاة الله لا خوفاً من أحد، ولا خوف الحرب، فلقد ردَّ على أحد أعوانه حين أشار عليه بنقض صحيفة الصلح بينه وبين سيدنا معاوية قائلاً: “إنى لو أردت بما فعلت الدنيا لم يكن معاوية بأصبر عند اللقاء ولا أثبت عند الحرب منى، ولكن أردت صلاحكم وكفَّ بعضكم عن بعض، فارضوا بقدر الله وقضائه حتى يستريح بارٌّ أو يُسْتَراح من فاجر”
ومن يستطيع أن يظهر مظاهر شخصية مولانا الإمام الحسن إلا مولانا الإمام الحسين