مقالات

نبيل أبوالياسين«خطير» 23 ألف جندي أمريكي… شاركوا الإبادة في غزة

نبيل أبوالياسين«خطير» 23 ألف جندي أمريكي... شاركوا الإبادة في غزة

نبيل أبوالياسين«خطير» 23 ألف جندي أمريكي… شاركوا الإبادة في غزة

مقالٌ هو الأهم والأخطر بمسيرتي،

في لحظة تاريخية فاصلة، ينكشف الوجه الحقيقي للصراع، وتتلاشى الأقنعة الواهية، بينما تُبذل دماء الأبرياء في غزة، يخرج تقرير صادم ليهز أركان الضمير العالمي: أكثر من 23 ألف جندي أمريكي يخدمون في صفوف الجيش الإسرائيلي، مشاركين بفاعلية في حرب إبادة جماعية، كيف سمحنا لهذا بالحدوث؟ كيف يمكن لدولة تدعي الدفاع عن الحرية أن تشارك بجنودها في هذه الجرائم البشعة؟ هذه ليست مجرد أرقام، بل هي شهادة دامغة على تواطؤٍ خطير يجب أن يتوقف فورًا، ويتم محاسبة الادارة الأمريكية كشريك في ابادة الفلسطينيين.

 

تطرف أمريكي.. دم فلسطيني

 

الظاهرة صادمة في تفاصيلها، فليست حالة “إيدان ألكسندر” -الجندي الأمريكي الإسرائيلي الذي احتجزته حماس- فريدة من نوعها، ما الذي يدفع مراهقًا أمريكيًا للتطوع في جيش يُعرف جوهره بالفصل العنصري؟ إن أكثر من 23 ألف مواطن أمريكي يرتدون الزي العسكري الإسرائيلي، يسيرون على درب ملطخ بالدماء، درب سار عليه من قبل باروخ غولدشتاين، إرهابي بروكلين الذي اغتال 29 فلسطينيًا في مسجد بالخليل، وهذا المسار يؤكد أن التطرف لا يقتصر على دين أو عرق.

 

بذور الكراهية: مخيمات صهيونية ومستوطنات

 

تكشف قصص العائلات الأمريكية التي فقدت أبناءها في الجيش الإسرائيلي عن “التزام شرس تجاه الدولة اليهودية”، يتغذى في بيئة اجتماعية متقنة. فالعديد من هؤلاء الشباب نشأوا أو تطوعوا في مستوطنات الضفة الغربية، وهي البنية التحتية للفصل العنصري ذاته، والأمهات يصفن أبناءهن بأنهم “إسرائيليون أكثر من الإسرائيليين”، والآباء يعلنون “لقد جئنا من أجل الصهيونية”، هذا يثير تساؤلات خطيرة حول غسيل الأدمغة والديناميكيات الجماعية التي تحول الشباب إلى أدوات للظلم والإبادة.

 

 

نفاق المعايير: آلاف لا مئات

 

ظاهرة انضمام الأمريكيين لجيوش أجنبية ليست حصرية على الصهاينة؛ فالمئات يقاتلون مع الأوكرانيين ضد الاحتلال الروسي، ولكن “المئات ليست مثل عشرات الآلاف”! هنا يكمن الفارق الجوهري، فبينما يقاتل البعض ضد الاحتلال، ينخرط عشرات الآلاف من الأمريكيين بنشاط في نشره وإدامته، ويشاركون في جيش مسؤول عن مقتل أكثر من 20 ألف طفل في غزة، حيث تشير التقديرات إلى مقتل 4-5% من سكان القطاع، وهذا التناقض الصارخ يجب أن يكون محور اهتمام السلطات الأمريكية.

 

 

تجاهل وتواطؤ: لوبيات الظل

 

لماذا لا يحظى تطرف الشباب الصهاينة بالاهتمام الذي يستحقه من مكتب التحقيقات الفيدرالي وإنفاذ القانون، على عكس تجربة المسلمين؟ السبب لا يعود فقط إلى تاريخ معاداة السامية في الغرب، بل يتجذر في التقارب المؤسسي بين أمريكا وإسرائيل، ونواب الكونغرس يرتدون زي الجيش الإسرائيلي أثناء أداء مهام رسمية، والإعلام الأمريكي يصف الحقائق عن فلسطين بأنها “متطرفة” وهذا التواطؤ السياسي والإعلامي هو الذي يسمح لهذه الظاهرة الخطيرة بالاستمرار.

 

 

غضب أوروبي وصرخة الضمير

 

بينما يستمر هذا الواقع المظلم، تتصاعد أصوات الغضب في أوروبا، وأعضاء البرلمان الأوروبي الأيرلنديون يدينون بشدة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لدعمها العلني لإسرائيل وإلقائها اللوم على إيران دون تفويض أو إجماع من دول الاتحاد الأوروبي، ويتهمونها بـ”السباق المنفرد المؤيد لإسرائيل” ويدعونها للاستقالة، وهذه الصرخة الأوروبية تؤكد أن الضمائر الحية لا تزال موجودة، وتطالب بوقف صفقات السلاح وتعليق اتفاقيات الشراكة مع إسرائيل، لإنقاذ ما تبقى من قيم العدالة.

 

أمريكا: رأس الأفعى .. خدعت الخليج

لقد أصبحت التأكيدات دامغة ولا لبس فيها: الولايات المتحدة هي القوة التي تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط، وتسعى لتدمير المنطقة بأكملها، ولقد خدعت دول الخليج، وأصبحت أموالهم تُستخدم لتمويل حروب مصطنعة تدمر الأوطان وتهدد مستقبل الأجيال، لذا، بات واجبًا لا يقبل التأجيل على جميع أنظمة الدول العربية والإسلامية، بلا استثناء، أن تُعلن تضامنها المطلق مع إيران، ويجب أن تتصدى بكل قوة وحزم لأي مخاطر تهدد وجود المنطقة واستقرارها، وأن تصرخها على الملأ بلا خوف: “كفى يا أمريكا! لن نسمح لكم بتدميرنا بعد اليوم”.

 

 

 

وهنا أختم مقالي بحصرة : نهاية زمن الصمت المذل

 

إن هذه الأرقام الصادمة، وهذه التناقضات الفاضحة، وهذا التواطؤ الرسمي، ليست مجرد تفاصيل عابرة، إنها صرخة مدوية في وجه ضمير العالم! لم يعد هناك مجال للصمت أو الحياد السلبي، وعلى الشعوب الحرة في كل مكان أن ترفع صوتها، وأن تضغط على حكوماتها لوقف هذه المشاركة المباشرة وغير المباشرة في جرائم الحرب، وإن العدالة لا تتجزأ، ودماء الأبرياء في غزة لن تذهب هدرًا، وهذا ليس نداءً.. بل هو إعلان بأن زمن “الفرجة المهنية” قد ولّى، وأن العالم لن يقبل بعد اليوم أن تُبنى حريته على أنقاض إبادة شعب آخر! فلتستيقظ الضمائر، فالمستقبل مرهون بقرار اليوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى