مقالات

نبيل أبوالياسين: القصر الملكي الأردني أطلق واجب العروبة لإنقاذ غزة

نبيل أبوالياسين: القصر الملكي الأردني أطلق واجب العروبة لإنقاذ غزة

نبيل أبوالياسين: القصر الملكي الأردني أطلق واجب العروبة لإنقاذ غزة

 

 

القاهرة، الأحد، 27 يوليو 2025 – “في ظل الحصار الإسرائيلي الخانق والكارثة الإنسانية التي تعصف بقطاع غزة منذ أكثر من أربعة أشهر، لا تزال أيادي الخير تمتد، وأصوات الإنسانية تعلو فوق ركام الدمار. واليوم، يسرني أن أؤكد أن المملكة الأردنية الهاشمية، بقيادتها الحكيمة وشعبها الأبي، قد قدمت للعالم نموذجاً فريداً ومتقدماً في الالتزام السياسي والإنساني تجاه القطاع المنكوب، هكذا صرح “نبيل أبوالياسين”، رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، في بيان صحفي صادر عنه اليوم “الأحد”، مشيداً بالدور الأردني المتقدم والداعم لصمود الشعب الفلسطيني، ومؤكداً أن هذا الدور لم يكن وليد اللحظة، بل هو تجسيد لالتزام عميق ومتجذر، تجاوز كل تعقيدات وقيود الاحتلال الظالم.

 

وأضاف “أبوالياسين” أن الدور الأردني، منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، كان واضحاً ومؤثراً كالشمس في كبد السماء، لا سيما في موقفه الصارم والرافض لمخططات الاحتلال الرامية إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم. لقد كان الأردن صوتاً مدوياً ضد التهجير القسري، وموقفاً ثابتاً لا يتزعزع، يمثل صمام أمان لشعب تحت القصف. هذا الموقف الشجاع لم يقتصر على الكلمات، بل تجسد في أفعال ملموسة، أغاثت الملهوف وساندت المحاصرين، مانعاً بذلك تحقيق أهداف الاحتلال الرامية لتفريغ القطاع من أهله الأبرياء.

 

ولفت “أبوالياسين” إلى أن الدعم الأردني لغزة لم يتوقف منذ الحصار الخانق، سواء من خلال جهود الدولة الرسمية أو عبر عطاء المؤسسات غير الحكومية، في مشهد إنساني يبعث على الأمل. وأشار إلى أن قوافل المساعدات الأردنية، التي تحدت كل محاولات الاحتلال لمنع وصولها، شملت أدوية ومستلزمات طبية حيوية، بالإضافة إلى أغذية ضرورية أنقذت أرواحاً كانت على شفا الهلاك. كما أكد أن المستشفى الأردني في منطقة تل الهوى كان الأسبق بين المستشفيات العربية في الوصول وتقديم العون، ومنذ إنشائه عام 2009 أدى دوراً محورياً، إضافة إلى المستشفى الميداني في خان يونس الذي يواصل تقديم العلاج والرعاية رغم ظروف الحرب القاسية، مضيفاً أن الموقف الأردني من دخول المساعدات كان حاسماً، ورفض الخضوع للشروط الإسرائيلية المهينة، خاصة فيما يتعلق بإدخال المساعدات عبر ما يسمى “جمعية غزة الإنسانية الأميركية”، مؤكداً أن الكرامة قبل كل شيء.

 

وأشار “أبوالياسين” إلى أن الموقف الأردني يعكس التزاماً قومياً وإنسانياً متجذراً، يضرب بجذوره في عمق التاريخ والعروبة، ويحظى بتقدير واسع من كل مكونات الشعب الفلسطيني التي رأت في الأردن سنداً وعوناً لا يتوانى. وقال إن هذا الدور ليس بجديد، بل هو امتداد لتاريخ طويل من الإسناد والوقوف الثابت إلى جانب القضية الفلسطينية. إن وقوف الأردن بجانب الشعب الفلسطيني اليوم، في ظل هذا العدوان الظالم، يعكس نبلاً وصدقاً في الموقف يندر وجوده في زمن تلاشت فيه الكثير من المواقف. ولفت إلى أن مجرد تمكن الأردن من إيصال المساعدات الإنسانية رغم تعقيدات الاحتلال وقيوده الصارمة يعد إنجازاً كبيراً، خاصة مع انسداد المسارات الإنسانية الأخرى التي تركت أهل غزة يواجهون مصيرهم وحيدين.

 

وأكد “أبوالياسين” أن في مقابل الصمت المطبق وتقاعس المجتمع الدولي المخزي في الاستجابة لكارثة غزة الإنسانية، برز الأردن بدوره الثابت والفاعل، ليقدم للعالم درساً في الإنسانية والمسؤولية. لقد أرسل الأردن قوافله البرية والجوية بلا كلل أو ملل، متحدياً القيود والمخاطر، ليؤكد أن العطاء الإنساني لا يعرف حدوداً. وفيما يخص الجانب الطبي، شدد “أبوالياسين” أن الكوادر الأردنية الطبية تعمل على مدار الساعة في المستشفيات الميدانية، بمهنية وتفانٍ لا يوصف، مقدمة خدماتها رغم مخاطر القصف ونقص الموارد الذي يهدد كل جوانب الحياة. وأضاف: “نثمن عالياً هذا الجهد المهني والإنساني الذي لم ينقطع منذ سنوات، والذي يمثل بصيص أمل في ظلام الحصار الدامس، وندعو إلى تسريع إرسال مساعدات خاصة بالتغذية والأدوية للأطفال الذين يعانون من المجاعة وسوء التغذية، مشيرا إلى أن ما يدخل القطاع حاليا لا يلبّي الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية، تاركاً خلفه آلاف الأرواح المعلقة بين الحياة والموت.

 

وأختتم “أبوالياسين” بيانه الصحفي، مؤكداً أن الأردن قدم للعالم أجمع درساً في الإنسانية والعطاء، وأن دوره الحيوي والفاعل يتجاوز كونه مجرد مساعدات، ليصبح حائط صد سياسياً وإنسانياً راسخاً في وجه مخططات التهجير والحصار. في ظل تدهور الوضع الإنساني في غزة، يجد الفلسطينيون في الموقف الأردني حائط صد ومصدر دعم حقيقي، يتجاوز حدود المساعدات إلى موقف سياسي ثابت رافض للحصار والتهجير. وسط محاولات الاحتلال لفرض شروطه على دخول الإغاثة، يواصل الأردن إمداد غزة بما يستطيع، في صورة التزام قومي وإنساني يتجلى في زمن عز فيه الموقف، وندر فيه الدعم الحقيقي، ليبقى الأردن منارة أمل في زمن الظلمة، ورمزاً للتضامن العربي والإنساني الحقيقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى