نبيل أبوالياسين: صفعات أوروبا لإسرائيل ..عقوبات قادمة والفيتو الأمريكي يعجز أمامه
نبيل أبوالياسين: صفعات أوروبا لإسرائيل ..عقوبات قادمة والفيتو الأمريكي يعجز أمامه

نبيل أبوالياسين: صفعات أوروبا لإسرائيل ..عقوبات قادمة والفيتو الأمريكي يعجز أمامها
أكثر من 600 يوم من الحرب، وإبادة لم تتوقف، وظلم فاق كل تصور، بينما تتراقص أطياف الإنسانية في بعض أرجاء العالم، متأثرةً بصرخات غزة وجوعها، وتجد أمتنا العربية نفسها أمام تحديات جسيمة، بينما لا يزال جزء منها في سبات عميق، والصمت المريب يمنح المحتل فرصة للإمعان في جرائمه وتحدي كل الأعراف والقوانين، فهل آن الأوان لصحوة عربية وإسلامية حقيقية تتوازى مع التحولات العالمية التي تطرأ على الساحة الآن؟
صحوة الضمير تتسلل لإسرائيل: كشف الفظائع لم يعد تابو
في قلب المجتمع الإسرائيلي نفسه، بدأ شيء يتغير بعمق، ولم يعد الحديث عن جرائم الحرب وفظائع جيش الاحتلال أمرًا محرمًا، وهذا التحول، وإن كان بطيئًا، يشير إلى أن الضمائر بدأت تتسلل، وأن حجم الوحشية في غزة لم يعد من الممكن إخفاؤه، وهذا الإقرار، حتى وإن لم يوقف الحرب، فهو يمثل نقطة تحول قد تؤثر على الرأي العام الداخلي مستقبلاً.
لعبة نتنياهو وترامب المكشوفة: وسطاء أم شركاء في الإبادة؟
يستمر الثنائي نتنياهو وترامب في خداع العالم، يدعون الاقتراب من اتفاق وقف إطلاق النار بينما الأسلحة تتدفق والمساعدات تُستخدم كأداة تفاوض، كيف يمكن للعالم أن يثق بمجرمين متورطين في الإبادة والتجويع في غزة، ويتقمصون دور الوسطاء النزهاء؟، وهذا التلاعب السافر يكشف ازدواجية معايير لا يمكن السكوت عنها.
تآكل الشرعية: صفعات أوروبا تتوالى والأسوأ قادم
بعد قرار برشلونة بقطع العلاقات وتصريحات تشيلي، تتوالى الصفعات الأوروبية على إسرائيل، والاتحاد الأوروبي يتجه نحو تعليق المزايا التجارية التفضيلية، وهو ما يمثل ضربة اقتصادية ودبلوماسية قوية، وهذه التحولات، التي بدأت بفضل وحشية الاحتلال في غزة، تؤكد أن عصر الحصانة بدأ يتلاشى، وأن إسرائيل لم تعد بمنأى عن المساءلة الدولية.
إستمرار الصمت العربي: إهانة واستمرار للغطرسة الإسرائيلية
منع وفد عربي إسلامي من دخول رام الله ليس مجرد تصعيد، بل إهانة متعمدة للدول العربية والمشاركين، وصمتنا المستمر يغذي غطرسة الاحتلال ويزيد من إمعانه في الإرادة والتجويع، حتى في أقدس المناسبات الدينية “عيد الفطر والأضحى”، آن الأوان لوقف هذا الاستفزاز المتكرر، وإلا فستستمر الإهانات والانكسارات.
العدالة قادمة: نهاية عصر الإفلات من العقاب
المجتمع الدولي، بشراكته في الصمت والعجز المصطنع، يتحمل مسؤولية الكارثة، كان بإمكانهم وقف الإبادة منذ أيامها الأولى، لكن أمريكا وإسرائيل تعتقدان أنهما فوق القانون، ولكن هذا العنت والغطرسة لن يدوم، وعصر الإفلات من العقاب قد انتهى، والعدالة ستجد طريقها، وسيدفع المجرمون الثمن كاملاً.
وفي ختامي الممزوج بالأمل أقول إننا أمام تغيرغير مسبوق، بينما تتوالى شهادات الجنود الإسرائيليين عن حرب انتقامية وقتل الأبرياء، وتتألم شعوب العالم لأجل غزة، يبقى السؤال: هل ستستمر الأمة العربية والإسلامية في صمتها وسباتها، أم أنها ستستيقظ لتشارك في رسم فجر جديد لا يعرف الظلم مكانًا فيه؟، فإن العدالة لن تظل كلمة جوفاء، وكل قطرة دم سالت في غزة لن تمر دون ثمن، فلينتظر الظالمون قصاص التاريخ.