نبيل أبوالياسين : لـ “الخليج ” هل حان وقت كسر الصمت .. الإمارات تتضامن
نبيل أبوالياسين : لـ "الخليج " هل حان وقت كسر الصمت .. الإمارات تتضامن

نبيل أبوالياسين : لـ “الخليج ” هل حان وقت كسر الصمت .. الإمارات تتضامن؟
صرخة الضمير في زمن الصمت
في لحظة تاريخية فارقة، حيث تتصاعد نيران الصراع وتترنح المنطقة على حافة الهاوية، يأتي صوت الإمارات العربية المتحدة ليصدح بالحق ويعلن التضامن مع إيران في وجه الاستهداف العسكري الإسرائيلي. هذا الموقف الشجاع، الذي قوبل بإشادات واسعة النطاق، ليس مجرد بيان دبلوماسي عابر، بل هو دعوة ملحة لصحوة الضمير العربي والإسلامي، وإنها رسالة واضحة بأن زمن الحياد السلبي والفرجة المهنية قد ولّى إلى غير رجعة، وأن مسؤوليتنا التاريخية تقتضي منا التخلي عن التراخي والتحرك الفوري لنصرة الحق وإنهاء دوامة العنف التي تهدد أمن واستقرار منطقتنا وشعوبنا.
الإمارات تكسر حاجز الصمت وتمد يد التضامن
لقد أثبتت دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادتها الحكيمة، أنها على قدر المسؤولية عندما أعلن رئيسها، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تضامن بلاده مع إيران وشعبها في هذه الظروف العصيبة، وهذا الموقف، الذي جاء عقب اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، يعكس فهمًا عميقًا لتداعيات التصعيد العسكري الإسرائيلي على الأمن والسلم الإقليميين، وإنه ليس مجرد تعبير عن تضامن، بل هو خطوة عملية نحو تهدئة الأوضاع وخفض التصعيد، وتأكيد على دعم الإمارات لأي خطوات تصب في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، في مشهد يبعث الأمل ويدعو للاقتداء.
نيران الحرب المستعرة: واقع يتطلب موقفًا موحدًا
بينما تتواصل الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، وتتصاعد حدة التوتر في المنطقة، يصبح لزامًا على الدول العربية والإسلامية أن تتخذ موقفًا موحدًا وحازمًا، فالأرقام تتحدث عن نفسها: هجمات صاروخية متبادلة، تهديدات أمريكية بالتدخل، وتحذيرات من مسؤولين أمريكيين بشأن استعدادات إيرانية لاستهداف القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، وفي ظل هذا المشهد المعقد والخطير، لا يمكننا أن نكتفي بالفرجة، وإن هذا الواقع يتطلب منا جميعًا التخلي عن الحياد السلبي والتحرك بجدية لوقف هذا التصعيد المدمر، الذي يهدد بتقويض كل جهود السلام والاستقرار.
صدى الرفض الدولي للتدخل العسكري
لم يعد خافيًا أن هناك رفضًا دوليًا واسعًا للتدخل العسكري في الصراع بين إسرائيل وإيران، فاستطلاعات الرأي تظهر أن غالبية الأمريكيين يعارضون تدخل جيش بلادهم، وساسة كبار مثل السيناتور بيرني ساندرز يعتبرون الهجوم على إيران محاولة لتخريب الجهود الدبلوماسية الأمريكية، وحتى السيناتور الجمهوري تيم شيهي يؤكد أن الشعب الأمريكي لا يريد الانجرار إلى صراع طويل الأمد، وهذه الأصوات الدولية المناهضة للحرب يجب أن تكون حافزًا لنا في العالم العربي والإسلامي لنبذ أي دعوات للتصعيد، والوقوف صفًا واحدًا في وجه أي تدخلات عسكرية تهدد أمن منطقتنا.
دعوة للتحرك الفوري: التخلي عن “الفرجة المهنية”
إن الموقف الإماراتي الشجاع يدعونا جميعًا للتخلي عن “الفرجة المهنية” والحياد السلبي، وإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يصف الحكومة الإسرائيلية بأنها “أكبر خطر يهدد استقرار المنطقة”، والمملكة العربية السعودية تدعو المجتمع الدولي إلى وقف “الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية التصعيدية”، وهذه التصريحات القوية يجب أن تتحول إلى مواقف عملية، تحذو حذو الإمارات في التضامن والتحرك الدبلوماسي الجاد، ولقد حان الوقت لتتحد جميع دول الخليج وباقي الدول العربية والإسلامية، وتتخذ خطوات ملموسة لوقف هذا الجنون الذي يهدد مستقبل المنطقة بأسرها.
وأختم مقالي وأقولها كلمة: لا مجال للحياد بعد اليوم
فلتتكاتف الأيادي، ولتتوحد المواقف، ولنرسل رسالة مدوية للعالم أجمع بأن أمننا ومستقبل أجيالنا لن يكون رهينة لمغامرات عسكرية أو حسابات سياسية ضيقة! لقد دقت ساعة الحقيقة، ولم يعد هناك مجال للحياد أو التراخي، وإن ما فعلته الإمارات هو الشرارة الأولى، فهل تكون دول الخليج وباقي الأمتين العربية والإسلامية على قدر المسؤولية، وتتبع هذا الدرب الشجاع لإنقاذ المنطقة من براثن الصراع الذي يتهددنا جميعًا؟ إن التاريخ لن يرحم المتقاعسين، والشعوب لن تنسى من خذلها في أحلك الظروف، فلتكن صحوة ضمير شاملة، وتضامن لا يتزعزع، لننتصر لأمننا واستقرارنا ومستقبل أبنائنا.