مقالات

نبيل أبوالياسين : هل سقطت الزعامة الصين تحشد لمعارضة أمريكا بشأن غزة ؟

نبيل أبوالياسين : هل سقطت الزعامة - الصين تحشد لمعارضة أمريكا بشأن غزة ؟

نبيل أبوالياسين : هل سقطت الزعامة – الصين تحشد لمعارضة أمريكا بشأن غزة ؟

 

•التصريحات الهذلية وتراجع الهيمنة

 

في عالم يتسم بالتحولات السريعة والتداخل المعقد بين القوىّ السياسية والاقتصادية، تبرز ظاهرة تراجع الهيمنة كإحدى أهم السمات التي تُشكل ملامح النظام الدولي المعاصر، ولم يعد هذا التراجع مقتصراً على العوامل التقليدية كالتغيرات الجيوسياسية أو التحديات الإقتصادية، بل إمتد ليشمل عوامل أكثر دقة وتأثيراً، مثل التصريحات الهذلية والقرارات غير المدروسة التي تصدر عن القيادات السياسية الأمريكية وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، وهذه التصريحات والقرارات التي غالباً ما تكون إنعكاساً لسياسات قصيرة النظر أو لرغبة في تحقيق مكاسب آنية، تسهم في إضعاف الثقة الدولية وتقويض المكانة الإستراتيجية للولايات المتحدة التي كانت تُعتبر قوىّ عظمىّ، ومن خلال هذا المقال، سنستعرض كيف تؤثر التصريحات غير المدروسه والقرارات المتسرعة في تراجع الهيمنة الأمريكية، وكيف يمكن لهذه الممارسات أن تُسرع من تحول موازين القوى على الساحة العالمية.

 

•كيف تؤثر التصريحات غير المدروسه والقرارات المتسرعة في تراجع الهيمنة

 

تؤثر التصريحات غير المدروسة والقرارات المتسارعة بشكل كبير في تراجع هيمنة الولايات المتحدة، وهذه الممارسات الترامبية يمكن أن تقوض الثقة الدولية وتضعف التحالفات لها، وتُسرع من فقدان النفوذ الإستراتيجي، وفيما يلي بعض الآليات التي تساهم في هذا التراجع “تقويض الثقة الدولية، إضعاف التحالفات والعلاقات الدبلوماسية، تسريع ظهور قوى منافسة، تأثير سلبي على الاقتصاد، تآكل الصورة الدولية، زيادة العزلة الدولية”، وفي النهاية التصريحات غير المدروسة والقرارات المتسرعة ليست مجرد أخطاء تكتيكية، بل هي مؤشرات على ضعف الإستراتيجية وفقدان الرؤية طويلة المدىّ، وهذه الممارسات تسهم بشكل مباشر في تراجع الهيمنة من خلال تقويض الثقة، وإضعاف التحالفات، وتسريع ظهور قوى منافسة لذلك؛ فإن الحفاظ على الهيمنة يتطلب حكمة في القرارات ووعياً بتبعات التصريحات على الساحة الدولية، وهذا ما تفقده واشنطن الآن وخاصةً بعد عودة السياسة الترامبية الشعبوية.  

 

•تحذيرات أوروبية للعرب من «ترامب»

 

في عالم تتصارع فيه المصالح وتتنوع الرؤى، تبرز الخلافات بين الحلفاء كإحدىّ التحديات التي تعكس تعقيد العلاقات الدولية، وهذه الخلافات التي غالباً ما تنشأ بسبب نهج سياسي متباين أو إختلاف في وجهة النظر، يمكن أن تؤدي إلى توترات تهدد تماسك التحالفات وتقوض الأهداف المشتركة، سواء كانت هذه الخلافات ناتجة عن سياسات داخلية أو رؤى إستراتيجية متضاربة، فإنها تذكرنا بأن التحالفات رغم قوتها ليست محصنة ضد التصدع عندما تتفوق المصالح الفردية على الرؤية الجماعية وهذا ما نشاهده الأن بين دول أوروبا وأمريكا، حيثُ؛ إتهم الرئيس الألماني” فرانك فالتر شتاينماير” نظيره الأمريكي” دونال ترامب” وإدارتة الجديدة بعدم إحترام القواعد والشراكة والثقة، داعياً الدول في جميع أنحاء العالم إلى عدم إتباع هذا النهج، وأضاف؛ أن الإدارة الأمريكية الجديدة لديها وجهة نظر مختلفة تماماً عن وجهة نظرنا، وهي وجهة نظر لا تضع أي إعتبار للقواعد الراسخة والشراكة والثقة المتنامية!، وحذر العرب قائلاً؛ إننا نآمل أن يكون السادة الحكام العرب متنبهين لما تقدم أثناء تعاملهم مع “ترامب” وإدارتة بشأن غزة والقضية الفلسطينية. 

 

•هل هي بداية تصدع التحالفات الأوروبية مع واشنطن؟ 

 

التاريخ يُظهر أن التحالفات رغم قوتها الظاهرة ليست بمنأى عن التصدع، فالتغيرات في المصالح وإختلاف الرؤى الإستراتيجية والسياسية وتقلب الظروف الدولية، كلها عوامل يمكن أن تؤدي إلى تشققات في أعمدة التحالفات التي بدت يوماً غير قابلة للإهتزاز، وسواء كان ذلك بسبب تغير الأولويات أو صراعات داخلية، فإن تصدع التحالفات يذكرنا بأن التعاون الدولي، رغم أهميتة يظل هشاً أمام تغير موازين القوى وتعارض الأهداف، وقد نشاهد هذا في دول أوروبا الأن، ولاسيما “فرنسا” بعدما هاجم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ترامب قائلاً: إن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب “«عاد منتقماً»، وعلى أوروبا أن ترد على “صدمة ترامب الكهربائية”، وأضاف؛ أنه يجب على القارة في إشارةً منه لأوروبا أن تستجمع قواها وتؤمن مستقبلها، وفق ما جاء في صحيفة فايننشال تايم، وفي مقابلة في قصر الإليزيه دافع الرئيس الفرنسي عن حاجة أوروبا إلى “تكثيف قوتها” في مجالي الدفاع والإقتصاد، ووصف نهج سياسة “ترامب” بأنها بمثابة صدمة لدفع الإتحاد الأوروبي إلى الإستثمار في دفاعه وإنعاشه الإقتصادي والتكنولوجي.

 

•النفوذ الأمريكي يتأكل وتزايد الإنتقادات الدولية لسياسيات «ترامب»

 

في عالم يشهد تحولات جيوسياسية متسارعة، بدأت ملامح تآكل النفوذ الأمريكي تظهر كواقع لا يمكن تجاهله، وبعد عقود من الهيمنة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، تواجه واشنطن اليوم تحديات متنامية من قوىّ صاعدة، وتراجعاً غير مسبوق في تأثيرها الإقتصادي والسياسي، فضلًاعن؛ سياسات داخلية وخارجية أثارت تساؤلات؛ حول قدرتها على الحفاظ على موقعها القيادي، وهذا التآكل ليس حدثاً عابراً بل هو نتاج تراكمي لسياسات متضاربة وتغيرات في موازين القوى العالمية، ويتبين هذا في معارضة “الصين” بقوة مخطط التهجير القسري لسكان غزة بشكل خاص والتهديدات”الترامبية” المتواصل التي طالت أغلب دول العالم بما فيهم الصين بشكل عام، وشدّدت الصين في وقت سابق على معارضتها لما وصفته بـ”التهجير القسري” للفلسطينيين، وقال الناطق بأسم الخارجية الصينية غيو جياكون في مؤتمر صحفي دوري إن “غزة للفلسطينيين وهي جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية، ونعارض بشدة التهجير القسري لأهالي غزة ولن نقبل به تحت أي ظرف. 

 

وعلى خطىّ الهجوم فقد شاهدنا هجوم ناري من كوريا الشمالية على ترامب بشأن غزة ووصفتة بـ «اللص العنيف»، ونددت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية بإقتراح الرئيس الأميركي” دونالد ترامب” السيطرة على قطاع غزة ونقل الفلسطينيين منه، وإعتبرتة “تبجح وجعجعة فارغة”، م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى