نتكلم بصراحة وبلا مناحة

نتكلم بصراحة وبلا مناحة
كتب السيد شلبي
هاني شاكر وحلمي بكر من عمالقة الفن الغنائي الموسيقى تؤهلهم صفتهما الفنية بالنقابة ولجنة الإستماع للإجازة من قبول أو رفض ما يرونه يصلح أو لايصلح للغناء أو لهذه المهنة نقابيا وبشروط محددة ويقر معهما في ذلك جمهور عريض ممن ينكر مايسمى بالفن الهابط او موجات الغناء الموسيقي المستحدث المعاصر كالمهرجانات والراب وما يستجد من ألوان جديدة للغناء… وهم مشكورون لمحاولتهم التصدي فيما يراه الجزء من تردي وإسفاف للأغنية.. وهنا وقفة هل كل مايتم غناؤه يخضع للرقابة الرسمية و المجتمعية والنقابة الموسيقية؟!!! فهناك طوائف في المجتمع تقدر بأضعاف الأضعاف ممن يقبلون بهذه الألوان الغنائية من شعبي أوعشوائي أو بلدي مواويل أو تراثي مثل النوبي بلغته الخاصة التي لن تفهمها النقابة أو الرقابة المجتمعية…. وهناك فرق موسيقية وأفراد تمتهن الأغاني الغربية وتغني القديم والحديث وانواع مختلفة من الموسيقى بلغات أيضا تحتاج الى مترجمين وأصبح هناك انفتاح غير مسبوق على العالم بجميع أنواع أغانيه وموسيقاه على كافة منصات ومواقع الإنترنت مما يجعل هناك تداخل وتفاعل ثقافي وفكري غنائيا وموسيقيا… فكيف يتم إحكام الرقابة على كل هذا؟!! والذوق العام لن يستطيع فرد أو مجموعة أو حكومة فرضه على الناس في ظل هذه المعاصرة المنفتحة على كل من هب ودب… فالذوق العام الذي يحترم الآداب العامة والقيم والأخلاق واللغة وشرف الكلمة هو منظومة متكاملة يشترك فيها كل من يسكن هذا المجتمع بتكاتف أفراده وحماعاته ومؤسساته التربوية والفنية والإعلامية… دون أن ننسى من هم جمهور البسطاء والصنايعية والعمال والفلاحين وأولاد البلد بذوقهم الخاص ولونهم الغنائي المحبب المؤدب… دون فرض أذواق على فئة دون أخرى أو طائفة دون أخرى حتى نكون منصفين وكل هذا في إطار من عدم التطرف أو إساءة الأدب بالألفاظ الخارجة…. فنحن وصلنا الى درجة من الفراغ الذهني والفكري والعملي وكأن وقتنا ووقت المجتمع أصبح هباءا منثورا… ليتفرغ المجتمع ويفرد مساحات للنقاش والجدال على الإعلام لصبي بيهرج على الإنترنت وآخر يحاسب على لفظين تناولهم في أغنية… ونقاد ودكاترة ومذيعين وإعلاميين أتحفونا بهذه القضايا وكأننا نسير بمبدأ ومنطق الذباب أو دوخيني يالمونة.. أو مبدأ لله يازمر.