ندوة دينية تثقيفية عن حرمة الدماء تحت رعاية وزارة الاوقاف. مدرية أوقاف الإسكندريـــة إدارة الرمل

ندوة دينية تثقيفية عن حرمة الدماء تحت رعاية وزارة الاوقاف. مدرية أوقاف الإسكندريـــة إدارة الرمل
حماده مبارك
تحت رعاية ا .د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وإشراف فضيلة الشيخ سلامة عبد الرازق وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، فضيلة الشيخ هاشم الفقى مدير عام الدعوة، فضيلة الشيخ وسام كاسب مدير عام المتابعة مسئول الدعوة الإلكترونية، فضيلة الشيخ حسن المردني مدير عام إدارة الرمل .
اقيمت الليلة ندوه دينيه تثقيفيه ، بعنوان حرمة الدماء، بمسجد الصداقه ، بمنطقة سيدى بشر، التابع لأوقاف الرمل، بحضور فضيلة الشيخ حسن المرادنى مدير عام إدارة أوقاف الرمل محاضرا، فضيلة الشيخ مسعود خليفة مقدما ، فضيلة الشيخ محمد لطفى شهاب محاضرا، فضيلة الشيخ اسامة رمضان محاضرا، والقارىء فضيلة الشيخ السيد فايد امام المسجد ، وحضور كوكبة من الساده علماء الاوقاف والازهر الشريف ، وكان الحضور طيب وسط فرحة عارمة من أهالى المنطقة بعودة الأنشطة الدعوية، والندوات الدينية.
ودار الحديث عن حرمة الدماء :-
إن الله تعالى حرم دماء المسلمين، وأعراضهم، وأموالهم، وحرم سبحانه وتعالى دماء المعاهدين، والذميين، والمستأمنين من الكفار ،وأعراضهم وأموالهم، وهذا التحريم جاء في كتاب الله تعالى وفي سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الصحيحة الصريحة ، فقال الله تعالى في محكم آياته : ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا﴾ ، فمن كان يرجو لقاء الله، ويخشاه، ويخاف عقابه، ويحذر لعنته وغضبه، وعذابه والخلود في ناره، فليبتعد عن كل سبب يوصله إلى الوقوعِ في هذه الجريمة القبيحة.
والله تعالى قد حكم على من قتل نفساً بغير حق بحكم عظيم ،تقشعر منه الجلود المؤمنة وتخشع له القلوب الموقنة ، فقال الله سبحانه وتعالى: ﴿ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ .
وقرن سبحانه وتعالى قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق بالشرك بالله تعالى، فقال عزَّ وجلَّ: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ ،
وبيّن النبي – صلى الله عليه وسلم أن دم المسلم لا يحل إلا بإحدى ثلاث، ففي الصحيحين : (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – : « لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلاَّ بِإِحْدَى ثَلاَثٍ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالثَّيِّبُ الزَّانِي ، وَالْمَارِقُ مِنَ الدِّينِ التَّارِكُ الْجَمَاعَةَ » ، وقد جعل النبي – صلى الله عليه وسلم – قتل الرجل المسلم أعظم من زوال الدنيا بأكملها، ففي سنن ابن ماجة : (عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ ». ، ولعظم حرمة الدماء قرن النبي – صلى الله عليه وسلم – قتل المسلم بالكفر، فعَنْ أَبِى إِدْرِيسَ قَالَ سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ يَخْطُبُ – وَكَانَ قَلِيلَ الْحَدِيثِ – عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ سَمِعْتُهُ يَخْطُبُ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ : « كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ إِلاَّ الرَّجُلُ يَقْتُلُ الْمُؤْمِنَ مُتَعَمِّدًا أَوِ الرَّجُلُ يَمُوتُ كَافِرًا ». [رواه النسائي]. ، ولجرمِ وقبحِ وشناعةِ وفحشِ قتل المسلم، وعظم حرمته بيَّن النبي – صلى الله عليه وسلم -: أن أهل السماوات والأرض لو اشتركوا في قتله لعذبهم جميعاً في النار، ففي سنن الترمذي حَدَّثَنَا أَبُو الْحَكَمِ الْبَجَلِيُّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ وَأَبَا هُرَيْرَةَ يَذْكُرَانِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الأَرْضِ اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ لأَكَبَّهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ » ، ومما يؤكد حرمة الدماء المعصومة وظلم من تعدَّى عليها حديث عبدالله – رضي الله عنه -، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ : « لاَ تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إِلاَّ كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا وَذَلِكَ أَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ » . [رواه النسائي].