
نهج التائبين
بقلم/ زيد الطهراوي
ارفع يديك بتوبةٍ و ضراعةٍ
كن صادقاً ليُعينك الرحمنُ
جاهدْ فَدَيْتُك لستَ أوَّلَ مذنبٍ
يبكي ليُسعفَ قلبَه الغُفرانُ
و يزولَ ضيقُك و الهِباتُ كثيرةٌ
و يغيبُ عنك اليأسُ و الأدرانُ
و اتركْ دروبَ السيئاتِ جميعِها
دربُ الإنابةِ بالسنا مُزدانُ
و احذرْ رفيقَ السوءِ يسخرُ بالهدى
و أمامَه الأهوالُ و الأكفانُ
هذا المماتُ إذا أتى مستعجلاً
فمتى سيُذعن مسرفٌ فتَّانُ
سيجيءُ حتفُك لو برزتَ مقاوماً
و تضافرَ الأصحابُ و الخِلَّانُ
و ستحملُ الأكتافُ جسمَك هامداً
بعد التباهي أيُّها الإنسانُ
بادرْ بتوبتِك التي أخَّرتَها
و القبرُ يُحفرُ و المُصرُّ مهانُ
و ستُعرضُ التوباتُ يومَ نشورِنا
و سيُعرضُ الإدبارُ و العصيانُ
و النادمونَ الفائزونَ تسارعوا
فوقَ الصِّراطِ و سمتُهم إيمانُ
و تطايرتْ صُحفُ العبادِ فَوَجْهُهُمْ
مثلَ الضُّحى أو ضَرَّهُ الخُذلانُ
و الحوضُ يُدني كلَّ بَرٍّ هَيِّنٍ
و يُذادُ عنهُ مبَدِّلٌ خوَّانُ
لنْ يظمأنْ أبداً تقيٌّ شاربٌ
بَلْ في الجنانِ مُكَرَّمٌ ريَّانُ
و المُصطفى للحوضِ يدعو أُمَّةً
مرحومةً قدْ نالها الإحسانُ
ما بالُ بعضِ النَّاسِ غابوا قالها
أودى بهِمِ بعد التُّقى نُكرانُ
و تَبَرَّأَ العبدُ الخليلُ مِنَ الذينَ
تباعدوا و تَجَمَّعَ الإخوانُ
هذي الدَّنِيَّةُ هل تَبِعتَ بَريقَها
أمْ أَنَّ سَعْيَكَ قَوَّمَتْهُ جِنانُ
و الخوفُ فرضٌ و هو حادي قلبِنا
فالظالمون تُظِلُّهم نيرانُ
يا منْ قَطَعْتَ العُمْرَ تَضْعُفُ عندَما
تأتي الذنوبُ يَجُرُّها الشيطانُ
هذي الإرادةُ فَجَّةٌ مبتورةٌ
و لِطالبِ العُليا هيَ البُركانُ
و اللهُ يَرْقُبُنا و يَعْلَمُ سِرَّنا
أين الفِرارُ و دَأْبُكَ الطُّغْيانُ
إنَّ الفِرارَ إلى العظيمِ يَنالُه
مُتَخَشِّعٌ يَرقى بهِ الإذْعانُ