نيران الأرض تلاحق المُحْتَلّ
بقلم : حماده عبدالجليل خشبه
في مشهدٍ غير معتاد، اشتعلت النيران في مناطق واسعة من الأراضي المحتلة، وأجبرت سلطات الاحتلال على إخلاء عشرات المستوطنات، ووقف حركة القطارات، وإغلاق الطرق، وسط حالة من الهلع وعدم السيطرة. النيران التي التهمت كل ما في طريقها، لم تتمكن طائرات الإطفاء ولا أجهزة التكنولوجيا المتقدمة من إيقافها، وكأن الأرض قد قررت أن تثور على من اغتصبها.
في الوقت نفسه، وبينما تهرب عائلات المستوطنين من ألسنة اللهب، هناك في قطاع غزة آلاف العائلات الفلسطينية تهرب من الموت اليومي تحت القصف، أو تبحث عن مأوى بعدما سُوّيت بيوتهم بالأرض. الفرق الوحيد أن العالم يصرخ لإنقاذ المستوطنات من الحريق، بينما يصمت تمامًا أمام جريمة مستمرة ترتكبها إسرائيل بحق غزة ليلًا ونهارًا.
لقد أشعلت إسرائيل النار في قلوب الأطفال، وهدمت الأحلام تحت الركام، وقتلت الأبرياء بلا رحمة. واليوم، وكأن عدالة السماء قد قالت كلمتها، فجاءت نيران الأرض تأكل مغتصباتها. هو مشهد تختلط فيه العبرة بالعقاب، وتذوب فيه قوة الاحتلال أمام قوة الغضب الإلهي.
هي رسالة واضحة: من يزرع النار سيحترق بها. ومن ظن أن الأرض تصمت للأبد، فهو واهم.
والعدالة لا تنام ولا تموت .
حفظ الله مصر وفلسطين
