هل “شات جي بي تي” متهم في حرائق لوس أنجلوس؟ حقيقة أم مبالغة؟
هل "شات جي بي تي" متهم في حرائق لوس أنجلوس؟ حقيقة أم مبالغة؟

هل “شات جي بي تي” متهم في حرائق لوس أنجلوس؟ حقيقة أم مبالغة؟
شهدت ولاية كاليفورنيا، وتحديدًا مدينة لوس أنجلوس، حرائق غابات مدمرة تسببت في خسائر بيئية واقتصادية هائلة. وسط التحقيقات حول أسباب هذه الكوارث، ظهرت مزاعم تربط بين “شات جي بي تي” وتقنيات الذكاء الاصطناعي بزيادة المخاطر البيئية التي تسهم بشكل غير مباشر في تفاقم هذه الحرائق. لكن هل لهذه الادعاءات أساس من الصحة؟
الذكاء الاصطناعي والتغير المناخي
“شات جي بي تي” هو نموذج ذكاء اصطناعي يعتمد على خوارزميات معقدة تتطلب تدريبًا مكثفًا على بيانات ضخمة. هذا التدريب يستهلك كميات هائلة من الطاقة ويؤدي إلى انبعاثات كربونية مرتفعة. على سبيل المثال، ذكرت تقارير أن تدريب النماذج المتقدمة مثل GPT-4 قد تطلب كميات كبيرة من الكهرباء والمياه لتبريد الخوادم، ما يسهم في زيادة البصمة الكربونية العالمية.
وفقًا لدراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا، فإن استهلاك المياه والطاقة لصالح الذكاء الاصطناعي يتسبب في تغيرات مناخية تؤدي إلى تفاقم الظواهر البيئية مثل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وهما عاملان رئيسيان وراء انتشار حرائق الغابات.
هل “شات جي بي تي” مسؤول؟
على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يستهلك موارد كبيرة، إلا أن الربط المباشر بين “شات جي بي تي” وحرائق لوس أنجلوس يبدو مبالغًا فيه. الحرائق في الغالب تنجم عن عوامل طبيعية أو بشرية مباشرة، مثل موجات الحر، الرياح الجافة، الإهمال البشري، أو حتى الحوادث المتعمدة.
لكنّ تسليط الضوء على البصمة الكربونية المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي يشير إلى أهمية تطوير حلول أكثر استدامة. فمن غير المنطقي أن يتحمل الذكاء الاصطناعي المسؤولية المباشرة، لكنه قد يكون جزءًا من نقاش أوسع حول تأثير النشاط البشري والتكنولوجيا على البيئة.
التقنيات الذكية في مواجهة الحرائق
على الجانب الآخر، ساهمت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التخفيف من تأثير الحرائق. على سبيل المثال، تطبيقات مثل “Watch Duty” أصبحت أدوات حيوية للمواطنين لتتبع انتشار الحرائق والحصول على تنبيهات فورية، ما ساعد في إنقاذ الأرواح وتقليل الخسائر.
الخلاصة
بينما لا يمكن اتهام “شات جي بي تي” بشكل مباشر بالتسبب في حرائق لوس أنجلوس، فإن هذه الأحداث تفتح باب النقاش حول التأثير البيئي للذكاء الاصطناعي. على صناع التكنولوجيا العمل على تطوير تقنيات أكثر كفاءة وأقل استهلاكًا للطاقة، للمساهمة في بناء مستقبل مستدام.
الحرائق تذكير مؤلم بأن التحديات البيئية تتطلب تعاونًا عالميًا وجهودًا حثيثة للحفاظ على كوكبنا للأجيال القادمة.
محمود سعيدبرغش