مقالات

واشنطن تشعل نار اليمن.. وإنكار خليجي تاريخي: لن نصبح أدوات حرب

واشنطن تشعل نار اليمن.. وإنكار خليجي تاريخي: لن نصبح أدوات حرب

واشنطن تشعل نار اليمن.. وإنكار خليجي تاريخي: لن نصبح أدوات حرب

 

بقلم : نبيل أبوالياسين

 

في مسرحٍ تتداخل فيه الدماء بالجيوسياسة، تبرز واشنطن كـ”سيد مارينيتي” يُحرّك خيوط الأزمات من اليمن إلى فلسطين، بعد إنكار السعودية والإمارات تورطهما في هجوم بري مدعوم أمريكيّاً، وزيارة مفاجئة لوزير الدفاع السعودي إلى طهران، تطفو أسئلةٌ محمومة: هل تحوَّلت المنطقة إلى رقعة شطرنجٍ لتصفية الحسابات؟، ولماذا تُصرّ أمريكا على إشعال النيران حتى مع انقلاب التحالفات؟.  

 

•الإنكارات الخليجية.. صفعة في وجه الرواية الأمريكية

  

خرجت الرياض وأبوظبي بإنكاراتٍ قاطعة: “لا وجود لمحادثات مع واشنطن بشأن هجوم بري في اليمن”، ووصفت مساعدة وزير الخارجية الإماراتية التقارير بـ”المزاعم الغريبة”، بينما أكد مصدر سعودي أن الادعاءات “زائفة”، وهذه التصريحات لم تكن دفاعاً عن النفس، بل رسالةٌ مفادها: “لن نكون وقوداً لحروب الآخرين”.  

 

•إعلام الغرب.. بين التطبيل والتكذيب  

 

اعتمدت تقارير “وول ستريت جورنال” و”بلومبرج” على مصادر مجهولة لدعم رواية الهجوم البري، لكنَّ المفارقة أن نفس الوسائل نشرت قبل أشهر وثائق تكشف تورط أمريكا في تصنيع أزمات بالشرق الأوسط، والسؤال: هل الإعلام الغربي أداةٌ لـ”غسل الضمائر” أم لتمرير الأجندات؟.

 

•زيارة طهران.. زلزال سياسي يُعيد رسم التحالفات  

 

زيارة وزير الدفاع السعودي إلى المفاجئة لـ”إيران” ليست مجرد “دبلوماسية تقليدية”، بل إعلانٌ صريح عن تحوّل استراتيجي: فتح جسور التواصل مع الخصوم السابقين لاحتواء الأزمات، بدلاً من الانجرار وراء حروب بالوكالة تُدار من مكتبٍ في واشنطن.  

 

•قطر وروسيا.. وساطة دولية لإنقاذ غزة  

 

وسط صمت أمريكي، تتصدر قطر مشهد الوساطات الإنسانية بجهودٍ حثيثة لوقف الحرب على غزة، بدعمٍ روسي واضح، خلال لقاء تميم بن حمد مع بوتين، جُدد التأكيد على ضرورة حلّ الدولتين، فيما كشفت الدوحة عن اتفاقٍ سابقٍ لإيقاف الحرب “رفضته إسرائيل”.  

 

 •إسرائيل وأمريكا.. حرب بلا أهداف إلا إراقة الدماء  

 

كشفت صحيفة “الإندبندنت” أن واشنطن وتل أبيب لا تملكان رؤيةً سياسيةً لإنهاء الحرب، بل تستخدمانها كورقة ضغطٍ لإضعاف الفلسطينيين، وهذا التكتيك يُذكرنا بسيناريو اليمن: صناعة الأعداء الوهميين، وتدمير البنى التحتية، ثم ترك الشعوب تنزف دون حلول.  

 

 وختاماً: إن الشرق الأوسط يُدفع اليوم إلى مفترق طرق: فإما أن تستمر “اليد الخفية” الأمريكية في تمزيق نسيجه الوطني بأكاذيب الهجمات البريّة وحروب الغاز، وإما أن تصحو دول المنطقة على لعبة الدم هذه، زيارة الرياض لطهران، وجهود قطر لإنقاذ غزة، ربما تكونان البداية.. لكن الأسئلة الأكثر قسوة تبقى: كم جثةً عربيةً ستُدفع ثمنًا لهذه اللعبة؟، وهل ستنتهي الحلقة الجديدة من مسلسل “الفوضى الخلّاقة” قبل أن تبتلع الأخضر واليابس؟!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى