ومضات الكتور صالح الطائي/ العراق

ومضات
الكتور صالح الطائي/ العراق
ليس إنجازا مبهرا أن أعيش حياتي بنفس التراتبية التي فُرضت عليَّ، فهكذا حياة يعيشها المرء كأجير دون شغف، ولا رغبة في العيش، لأنها تشعره بعبودية وانقياد يصادر منه معنى الحرية.
ولا أن أعيش حياتي أقاتل هذا وأقاتل ذاك، فهي حياة زائفة تلك التي يتقاتل المرء من أجلها لمجرد أن يبقى حيا، فالمهم أن يشعر الإنسان بأن حريته الحقيقية تتحقق حينما يعيش على قدم الود مع أخيه الإنسان، فالعيش الحقيقي هو أن تعرف حجم نفسك، وتشغل حيزا يناسبه، ولا تنسى الطموح، وهذا لا يتحقق إلا إذا نحرك راكدها لتبدو أجمل وأكثر موائمة لنا لنشعر بالسعادة التي تترجم إنسانيتنا.
أما الطوارئ والمستجدات التي تعترض السبيل فهي من سنن الحياة، وأنا صرت كلما أتقدم بالعمر أمسي على يقين أكثر أن كل شيء في الوجود يحدث لعلة وسبب لا نعرفه غالباً، ولكنه في الأعم يكون لصالحنا، فالله تعالى هو الذي اختاره، المشكلة أن التقصير فينا، لأننا عادة لا نحسن توظيفه، ولكننا نلقي اللوم على غيرنا لنتنصل من المسؤولية، وهو ما سبب لنا الألم التاريخي الذي لم يفارقنا، وهو ما يجب أن نثور عليه لنعيد رسم خططه بما يتوافق مع حياتنا كبشر.
والذي أراه أننا بعد أن عانينا طويلا من زمن الخيبات الطويل الذي أنهكنا، وأشعرنا أحيانا بالذل والدونية، آن لنا أن نقلب المعادلة، وأن نكون المبادرين، فقمة النجاح أن تقف لتقول لنفسك: هل أستطيع أن أفعلها حقا؟ ثم تجيب نفسك بثقة: نعم أستطيع وأكثر! وأنا وفق تجربتي الحياتية التي مررت بها، أقول لك: نعم تستطيع وأكثر، فقط ثق بنفسك، وثق بقدراتك، ولا تأخذ حق غيرك مدعيا أنك أشطر منه، وأنك تعرف كيف تلعبها لأنك أشطر من غيرك، فالذين أدمنوا الرقص على الحبال، لطالما فقدوا توازنهم حينما ألجأتهم الظروف للسير على الأرض المستوية بدون إرادتهم وكانت نتيجتهم الفشل.