شعر و ادب

يقين العطر بقلم/ هويده عبد العزيز 

يقين العطر بقلم/ هويده عبد العزيز 

يقين العطر

بقلم/ هويده عبد العزيز 

كان لعطرك في حياتي سلطان،

لا يُحدُّ بحدود، ولا يُقاسُ بمقدار.

يتغلغل في أوراقي،

يتسلل في خفاءٍ نبيل إلى صفحاتي،

ينسكب من محبرتي كأنه مداد القدر،

يتموّج في خيبتي كما يتموّج في انتصاري.

كنتَ وطناً لا يُستعاد إلا بالجهاد،

ولا يُصان إلا بالأمل… الأمل وحده.

وإني لأرجو،

رجاء العاشق الذي أرهقته المسافة،

أن تبقى بخير،

كما يُرجى للنبض أن لا يخذل القلب في ساعة الوجع.

كما لو…

لو كنتُ فدائية،

لأدركتَ أن الدم عندي لا يُوهب، بل يُقاتَل به،

وأن الروح، 

إن نادت فلسطين 

تهب نفسها طائعة، كأنها صدى لصرخةٍ أولى،

لطفلٍ وليد، لم تهدأ بعد.

لو كنتُ غزاوية،

لرأيتني أرجم الغياب ألف مرّة،

أُطلق الرصاص على كل من كاد لك،

وأدسّ السمَّ في كؤوس كل من خان الحلم،

وخنق الندى في مهده.

لكنني…

يا ماء الزهر، يا عطر الروح،

لستُ هناك، بل هنا…

في سجنٍ لا جدران له،

تقيمه الظنون، وتحكم إغلاق نوافذه الأوهام.

وما لي فيه من خلاص،

إلا يقين حبك…

إن بقي.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى