مقالات

(٥٨) أوديب ،، ٢٠٢٥ ،، كراكيب الملك 

(٥٨) أوديب ،، ٢٠٢٥ ،، كراكيب الملك 

(٥٨) أوديب ،، ٢٠٢٥ ،، كراكيب الملك 

بقلم حمدى بهاء الدين 

أمام الفوضي التى لحقت بحياة الملك ، أمام الأزمات والطوارئ والصعوبات التى تراكمت وتكاثرت وأصبحت لا تطاق فأثقلت كاهله وزادت من معاناته وجعلته يقف عاجزا عن مواجهتها أو حلها ومن ثم وجد نفسه حائرا قلقا متسائلا هل من مخرج ؟ هل من نجاة ؟ هل من سبيل لتجاوز تلك الأزمات وحل تلك العقبات التى تباينت بين مشاعر مضطربة وحرمان يحتاج إلى معجزة وعقبات فى اسعاد الرعية وتلبية رغباتها وارضاء الملكة وتعويضها وتوفير الأمان لها وإصلاح البذور وتهيئة المناخ الملائم لها لتنمو بلا اعوجاج او طيش وتدبير أمور المملكة وجعلها بلا عوز أو حاجة فهو الملك المسؤول عن كل شىء وأي شئ فى حياة ضاق فيها العيش وقلت فيها الفرص ولم يعد هناك شىء مجاني

 لقد قرر الملك أن يتبع فى سبيل الحل

،، نظرية الكراكيب ،، قرر أن يتعامل بحكمة فى ترتيب الأولويات وأخذ يفرز تلك العقبات ويصنفها ويضع المتشابه منها مع بعض والمختلف منها على حده ويضع كل منها فى ركن غرفة الكراكيب التى يدخلها على فترات يرتب ما فيها ، تارة يأخذ كراكيب علاقته بالملكة ويحدد تقصيره وعجزه وما يمكن أن يصلح تلك الكراكيب من مودة ورحمة ومشاعر وتوفير الأمان والثقة وخلق مساحة من الحوار وتجاوز الهفوات والسقطات والنزوات ، قرر أن يجعل الملكة محور تفكيره وقبلة مشاعره عوضا لها عن كل الذكريات المؤلمة وتصرفات الرعونة التى كانت عن طيش وهوى ، قرر أن يشاركها كل تفاصيل حياتها وحياته

لقد قرر الملك أن يقترب من البذور بكل مشاعره ووجدانه وخبرته وأبوته وسلطته ، قرر أن ينزل إلى مستوى تفكيرها وتحديد ما يرضيها ويسعدها ، قرر أن يوفر لها كل شىء مهما كان مرهق له لأنها بذور الملك ونبتت فى أرض الملك ومنتسبة إلى الملك ، قرر أن يرافق البذور ويسمع منها ويعيش حياتها لأنها فى النهاية كل ما يملك

لقد قرر الملك أن ينظم وقته بين إدارة ثروة المملكة بين التزامات ملحة والتزامات مؤجلة ، قرر أن يجعل حياة الرعية أسهل وأسعد دون أن يطلب لنفسه شىء ، لقد قرر أن يتوقف عن لوم الرعية أو عتابها أو اتهامها أو الغضب عليها ، قرر أن يبدأ بالممكن ويؤخر الصعب ويستبعد المستحيل ، قرر أن تكون الكراكيب مرتبة منظمة لا تاخذ وقت فى الإصلاح والعلاج ، لقد قرر الملك أن يكون رفيق الملكة ومستودع أسراراها ومؤنس وحدتها ، لقد قرر أن يكون أب للرعية قبل أن يكون الملك

# بقلم حمدى بهاء الدين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى