الاهمية الاقتصادية للآفات الزراعية

الاهمية الاقتصادية للآفات الزراعية
تعتبر الآفات الزراعية أحد أهم المشاكل الزراعية التي تسبب انخفاض الإنتاج الزراعي على المستوى المزرعي أو على المستوى الوطني، بل وتشكل أكبر خطر مباشر على الإنتاج الزراعي عندما تصير وباء أو عندما تنتقل إلى بيئة جديدة فيها ظروف بيئية ملائمة لتكاثرها وخلو هذه البيئة من العوامل الطبيعية التي تحد من نموها وانتشارها. وتلحق هذه الآفات أضراراً اقتصادية كبيرة وخاصة بين المزارعين الفقراء. فقد قدرت منظمة الأغذية والزراعة إجمالي الخسائر التي تسببها الآفات الزراعية على المستوى العالمي بحدود 50 % من إجمالي الناتج الزراعي العالمي، هذه النسبة ترتفع في بعض البلدان في بعض المواسم فتسبب خسارة تصل إلى 80% بل وتتعداها إلى 100 % لبعض الحقول التي لم تتخذ فيها أساليب الوقاية وخاصة مع هجمات الآفات العابرة للحدود مثل الجراد و الطيور المهاجرة وغيرها من الآفات العابرة.
وتؤثر الآفات طبيا وبيطريا علي صحة وراحة الإنسان والحيوان فبعض هذه الحشرات تسبب مضايقات ولا تنقل أمراض والبعض الآخر يحمل مسببات الأمراض والتي تنتقل للإنسان والحيوان وتسبب أمراض خطيرة وهناك بعض الدبابير تسبب أضرار عن طريق اللسع. والخسارة التي تسببها الحشرات للحيوانات قد تكون مباشرة مثل الإزعاج – الحساسية – امتصاص الدم – التسمم – التدويد وأحياناً الموت.
والأضرار الغير مباشرة ترجع إلي نقل مسببات الأمراض وخفض الإنتاج الزراعي (لحوم – لبن – منتجات الدواجن).
ولقد قدرت وزارة الزراعة الأمريكية الخسائر الناتجة عن ذبابة الوجه (1976) Face fly والذي يضايق الماشية وينقل مرض العين القرنفلية بحوالي 150 مليون دولار وذبابة القرن 179 مليون دولار وذبابة الأسطبلات بـ 142 مليون دولار (1965) وهذه الأنواع من الذباب تسبب خفض إنتاج اللبن.
كما تؤثر الآفات ايضا على الكفاءة البشرية للإنسان فتؤذيه مباشرة فى صحته عن طريق إصابته بالإمراض مثل الملاريا ومرض النوم والتيفود والطاعون ومرض البلهارسيا ، تقدر خسائر المجتمع المصري بسبب انتشار الإصابة بالبلهارسيا بحوالى 30% على الأقل من جملة الإنتاج القومي. ولقد ترتب على زيادة المساحة المنزرعة من محاصيل بعينها لسنوات طويلة متتالية إلى انتشار آفات معينة وزيادة كثافة أعدادها كما حدث في آفات القطن المختلفة واستتبع ذلك تزايد مستمر في قيمة تكاليف مكافحة هذه الآفات وتبلغ تكاليف برامج مكافحة الآفات في مصر حوالي 60 مليون من الجنيهات سنوياً معظمها موجهة لمكافحة آفات القطن.
وهكذا يتضح لنا الخطر الكبير الذي تمثله الآفات المختلفة على الاقتصاد العالمي والقومي – الأمر الذي يجعل تعقب هذه الآفات بالدراسية المستفيضة ومحاولة السيطرة على أعدادها ومكافحتها.
ومن العبث محاولة مكافحة الآفة ما قبل الحصول علي معلومات وافية عن كل مل يتعلق بالحشرة من طريقة تغذيتها ودورة حياتها وعوائلها المفضلة إلى غير ذلك من النقاط الهامة التي تمهد السبيل إلى مكافحة الحشرة بطريقة عملية فعالة.
د/ عبد العليم سعد سليمان
كلية الزراعة – جامعة سوهاج