الشعر

… بَلسَمٌ للمتتعَبين ..بقلم الشاعرة نهى عمر

… بَلسَمٌ للمتتعَبين …

وَصَنَعتُ مِن عَرَقِ المَواجِعِ خَمرَةً

ليسَت لتهدِئَةِ النَزيفِ

وَلا انشِغالٍ بالمَغيبِ لِفِطْنَةٍ

لو طالَها ظِلٌّ لِسُكْرْ ..

هِيَ بلسَمٌ للمُتعَبينَ لُقاحُهُم

مِن ذاتِ أجفانٍ 

يُكابٍدُها مَآسٍ عادِياتٍ تنتَشي  

مِن شُرْبِ دَمْعٍ مالِحٍ

قٌدَّتْ صُدورُ بَراءَةٍ

مِنْ خلفِها شمسٌ وَفَجْرْ

مِن بينِ حَبّاتِ المَطَرْ

مِزَقٌ مَشاعِرُنا مُهَلْهَلَةٌ

نَمَتْ أفكارُنا حيثُ التَعَوُّدُ والضَجَرْ

ثُمَّ انتَفَضْتُ عَليَّ 

سِرْتُ أُعاكِسُ المَدَّ الوَفيرَ  

يُعيدُنا خَلْفَ الحَياةِ  

طَفَوْتُ عَكْسَ عُيونِ أسرابِ الخُنوعِ وَما رَأتْ

وَسَمَوْتُ فوقَ مَشانِقٍ للوقتِ للأعمارِ

حينَ تَعَمْلَقَتْ بَينَ الثُقوبِ وَبالهَواءِ  

مُعيقَةً لحنًا سَيُعزَفُ للصُعودِ مَعَ النُجومِ مجَرَّةً

تُغْني كيانَ الكَوْنِ والأحياءِ أنواراً لِفِكْرٍ

مِنْ مَذاقاتِ المَلائِكِ خيرُهُ

وتَقودُنا أقدارُنا حيناً  

وَحيناً ناشِزينَ مَدى البَصَرْ

لولا شُرورُ مَنِ استَباحوها الحَياةَ تَجَبٌّراً

عَبَثاً بِِهاماتِ العٌقولِ وَكُلِّ ما 

يَصِلُ السِلاحُ إليهِ حقٌّ مُستَطابٌ مُكتَسَبْ

بل مٌغتَصَبْ  

وَأظَلُْ أدعو دَعوَتي

هَيّا تَعافوا مِن قَتامِ ظَلامِهِم مِن ظُلمِهم

والعقلُ أنْ يَصحو بِوَعْيٍ ثائِرٌ

تَتَحَرَّكُ الأجسادُ نحوَ شُموسِها 

تلكَ الَتي نيرانُها لا تَنْطَفي

والحَقُّ والخيرُ الوَفيرُ إذا مَشَينا

عابِرينَ جِراحَنا  

مُتَفائلينَ مُثابِرينَ وَحينَها

سَتَكونُ أعيادٌ مُلَوَّنَةٌ لَنا

في كلِّ يومٍ نَنتَشي  

فَرَحاً بِنَصرْ ..

نهــــى عمــــر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى