Uncategorized

“الأصابع الحدباء” بقلم موسى محمد تقي

الأصابع الحدباء
موسى محمد تقي
تلك الأصابع حُبلى وقد حان وضع مولودها.. إنها تصرخ تريد الخلاص تنادي القلم ليساعدها في الولادة.. ماذا أفعل ، ماذا أفعل؟
همستُ لها: اصبري قليلاً أرجوكِ فلو وضعتِ حملك لقتلوا الجنين ، إنه في نظرهم غير شرعي ، سيحرقونهُ أمام عينيكِ.
– نفذ صبري خلصني من هذا العذاب أرجوك ، ناديتُ القلم كثيراً لعله نائم أيقظه إنني متعبة أتوسل إليك.. ركضتُ مُسرعاً قيدت القلم أغلقت فمه ورميته في الدرج.. صرختُ أكثر وأكثر..
– اصمتي سنرحل قريباً مزيداً من الصبر عزيزتي ، سنخرج من هنا ستلدين في أفخم الأوراق وسيساعدكِ يراعٌ ثمين..
– لاوقت للانتظار ، أيها القلم أيها القلم ياشقيق الروح أتسمعني أووه القلم يصدرُ أنيناً من داخل الدرج ، أخرجتهُ بيدي اليُسرى رميته في سلة المهملات في المطبخ.. ياأصابعي كُفّي عن مضايقتي إنني متعب جداً ألا تستطيعين تأجيل الولادة قليلاً لِمَ العجلة ، انا خائف على مستقبل الجنين المشوب بالمخاطر ، لن يرَ النور إلا للحظات سيحاربونه بتهمة التحريض على الفسق والخروج عن الجماعة وتهم أخرى لانعلمها..
– أحضر القلم ، أحضر القلم..
– عدت إلى المطبخ أخرجتُ القلم أزلت اللاصق عن فمه حللت له قيودهُ اقترب القلم من الأصابع وبدأ يخط عناويناً لمقالات..
* ليلة أمس ارتدت الفنانة الفلانية فستاناً جميلاً أدهش كل الحضور وقد كلّف مايُقاربُ ثمن طنٍّ من القمح.. ثم زارت بعد ذلك بعض مناطق المجاعات والتقطت بعضاً من الصور التذكارية مع الأطفال..
* إليكِ سيدتي هذه الخلطة السحرية ضعيها تحت وسادة زوجكِ وستسيطرين عليه للأبد
* يا للعجب طفلٌ في بلاد الواق واق في أشهره الأولى يتحدث العربية بطلاقة.. أخبر بها خمسة عشر شخصاً وسترى أمراً مُفرحاً..
(يزدادُ الألم)
* إليكم أعزائي قصة حُب وخيانة من النوع المدبلج ستأخذكم إلى عالمٍ آخر..
(الأصابع تتصبب عرقاً وتنزفُ دماً)
* مقال مختصر عن الأدب بأنواعه ومدارسه حيثُ تُحوّل الضمة إلى واو والتنوين نكتبهُ نوناً ونأكل اللام ونسحق التضعيف ونحصل على شهرة رفيعة المستوى على مواقع التواصل الاجتماعي..
(آآآآآآآآآآآه وقد ذهبت الأصابع في غيبوبة)
لملمتُ الأوراق المخضبة كي أرسلها إلى أحد دور المواقع أو المجلات ، غسلتُ أصابعي جيّداً واسيتها وتلوت بالقرب منها قليلاً من كتاب الفراهيدي ، ستنام طويلاً فقد أجهدها الإجهاض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى