الدين والحياة

الشيخ المرادنى .. يحاضر بأمسية دينية كبرى بمسجد دار السلام ذات النطاقين بسيدى بشر

الشيخ المرادنى .. يحاضر بأمسية دينية كبرى بمسجد دار السلام ذات النطاقين بسيدى بشر

حماده مبارك

فى إطار إحتفالات وزارة الأوقاف بليلة النصف من شعبان ليلة تحويل القبلة، تحت رعاية ا.د محمد مختار جمعه وزير الاوقاف ، وتوجيهات وتكليفات فضيلة الشيخ سلامه عبد الرازق وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، فضيلة الشيخ هاشم الفقى مدير عام الدعوة، فضيلة الشيخ وسام كاسب مدير عام المتابعة، فضيلة الشيخ ماهر عبد الجواد مدير عام الإدارات.

وتحت إشراف فضيلة الشيخ حسن المرادنى مدير عام إدارة أوقاف الرمل ، أقيمت الليلة أمسية دينية كبرى بمناسبة الإحتفال بليلة النصف من شعبان ليلة تحويل القبلة، بمسجد دار السلام ذات النطاقين بسيدى بشر، بحضور فضيلة الشيخ حسن المرادنى مدير عام الإدارة محاضرا، فضيلة الشيخ مسعود خليفه الزعيرى محاضرا، فضيلة الشيخ محمد صبحى مقدما، والقارئ والمبتهل فضيلة الشيخ بشر، وحضور كوكبة من علماء الإدارة، فى حضور جماهيرى كبير، وجمع غفير من رواد المسجد، وسط فرحة من أهالى سيدى بشر، بعودة الأنشطة الدعوية والأمسيات الدينية، والإحتفال بليلة النصف من شعبان.

وفى كلمتة قال فضيلة الشيخ حسن المرادنى مدير عام إدارة أوقاف الرمل ، بأن الدروس المستفادة من تحويل القبلة ، إن ديننا الحنيف قد ربط بين المسجدين المسجد الحرام والمسجد الأقصى برباط وثيق في حادثين من أهم أحداث السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، وهما حادثة الإسراء والمعراج، حيث كان الإسراء من بيت الله الحرام إلى بيت المقدس، وحادثة تحويل القبلة، ليظل الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومعراجه حاضرا راسخا في وجدان الأمة الإسلامية إلى يوم الدين في قرأن يتلى إلى يوم القيامة.

وعندما نقرأ السيرة النبوية وأحداثها في العهد المكي نجد رابطا قويا يربط بينها برباط وثيق، هذا الرابط يدور حول القضية الكبرى وهي ترسيخ وتعميق الإيمان بالله عز وجل)ط وقدرته الإلهية.

فحادثة الإسراء والمعراج ترتبط بطلاقة القدرة الإلهية والإيمان بها، لأن خرق النواميس الكونية وما هو مستغرب منها بمقاييس الخلق ليس غريبا ولا مستغربا بالنظر إلى قدرة الخالق جل وعلا.

والدرس الأهم فى تحويل القبلة هو اختبار مدى قوة وصلابة إيمان المؤمنين، وهشاشة إيمان غيرهم، حيث يقول سبحانه: “وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ”.

وقد فسر بعض المفسرين الإيمان هنا بالصلاة، لأن الصلاة إلى بيت المقدس إنما كانت ناتج إيمانهم واستجابتهم للقبلة التي أُمروا بالتوجه إليها، فلما أمروا بالتحول عنها كان هذا الإيمان نفسه هو سبيل سرعة الاستجابة دون نقاش أو تردد.

والقضية الكبرى إذن هي قضية الإيمان بالله، حيث يقول سبحانه: “لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ”.

والإيمان بالله قضية غير قابلة للتجزئة، فلا يجزئ أن تقول: أؤمن بالله لكن في قلبي شيء من اليوم الأخر، أو من مهام الرسل، أو من مهام الملائكة، أو الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

ونلاحظ هنا إفراد الكتاب مع جمعه في سورة البقرة، في قوله تعالى: ” آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ”، ذلك أن الأمر في تحويل القبلة مرتبط بما أنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، دون سواه، فمن أمن بهذا الكتاب وبهذا الرسول استجاب لأمر الله، أما مواضع الجمع فهي في مطلق الإيمان بالكتب السماوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى