Uncategorized

وصول المخدرات إلى جوار المدارس يهدد أطفالنا بالمغرب .

وصول المخدرات إلى جوار المدارس يهدد أطفالنا بالمغرب .

الكاتبة حليمة صومعي
المخدرات آفة خطيرة أصبحت تهدد المجتمع والأسر، ويتعلق الأمر بالسموم القاتلة. وفي مقالي هذا سأتكلم بالتحديد عن ظاهرة المخدرات وتأثيرها على الأطفال، وما لهذا الموضوع من أهمية تدخل في صلب أولوياتنا واهتماماتنا. فأولا كتعريف لها فهي تعرف على أنها:
“الأدوية التي يتم الحصول عليها بطرق غير شرعية دون الحاجة الطبية لها، ودون استشارة الطبيب، حيث يطلق على المخدرات مصطلح أدوية الشارع في بعض الحالات، وتجدر الإشارة إلى أن للمخدرات تأثيرات مختلفة وغير متوقعة، وهو ما قد يؤدي إلى معاناة مستخدميها من مضاعفات صحية خطيرة خصوصاً لدى الشباب واليافعين،
وتعتمد هذه التأثيرات والمضاعفات على عدَّة عوامل مختلفة، مثل كمية المادة المخدرة المستخدمة ونوعها، وعدد أنواع المخدرات المستخدمة في الوقت نفسه، والحالة الصحية للشخص ووزنه، والحالة والمكان الذي استخدمت المخدرات فيه، [١][٢] ومن الجدير بالذكر أن للمخدرات أنواع عديدة ولا تقتصر على الأدوية فقط، إذ إنها تتضمن بعض المواد الأخرى عند عدم استخدامها بطرق شرعية، مثل استنشاق بعض مواد الطلاء بشكل متعمد وبكميات كبيرة، واستنشاق مواد الغراء أو الصمغ” المصدر.
فهي ذات مفعول قوي على الجهاز العصبي المركزي في الجسم بحيث تعمل فيه كمحفز أو منبه قوي، فتحدث اضطرابا كبيرا على مستوى آليات ووظائف هذا الجهاز، ويختلف التأثير بين مخدر وآخر. فمثلا على سبيل المثال هناك مخدرات من نوع مهلوسات وهي تؤثر بشكل قوي على مراكز الوعي وعلى الوظائف الخاصة بالسمع والبصر، وتجعل الشخص يعيش في حالة هلوسة وشرود، وعندما يصبح الشخص مدمنا على هذا النوع فإنه يتحول بالتدريج إلى شخص فاقد لوعيه وشخصيته وأهليته شأنه شأن المجنون، ويصبح عالة على أسرته وعلى المجتمع. ونفس الشيء بالنسبة للمخدرات الأخرى والاختلاف يكون على مستوى تأثيرها أما نتيجتها فواحدة وهي ضياع الشخص وأحيانا ضياع حياته كما يحدث عند استنشاق جرعة زائدة من المخدرات . كما يمكن الحديث عن المنشطات التي يعتبر البعض منها ذو خطورة كبرى على الإنسان سواء كان صغير السن أو كبيرا.
فالمخدرات تهدد بشكل مباشر حياة الفرد وأمن مجتمعاتنا، وأضرارها كارثية على الجميع ، وتؤدي إلى مضاعفات أخرى، ومن نتائجها المشاكل الأسرية والفوضى في الشوارع
و خطورتها على أطفالنا اكبر لأنها تؤثر على عقولهم بقوة ثم يصبحون في احتياج دائم لها مما يسبب لهم إدمانا عليها ثم يحولهم هذا الإدمان إلى أشخاص ذوي سلوك عدواني تحكمه العصبية والتوتر والغضب طيلة الوقت، وقد يصبح سلوكهم إجراميا يتهدد المجتمع .
وسنعود للحديث عن حبوب الهلوسة نظرا لخطرها الكبير، وسنتحدث عن الأتروبين وهو مخدر يصنف من المهلوسات الشديدة القوة، بحيث يحدث تأثيرا قويا على مخ الطفل ويعطل مجموعة من وظائفه، تؤثر على سمعه وبصره، وتؤدي لاحقا الى دخوله في عالم اللاوعي مما يجعله يرتكب أفعالا شديدة الخطورة.
و في المغرب نرى تفشي ظاهرة الإدمان بين أبنائنا و أطفالنا، الشيء الذي يجعلنا أمام خطر كبير يداهمنا كل يوم، وفلذات أكبادنا وهم عرضة لوحش الإدمان الذي لا يرحم. فالمعضلة الكبرى تتمثل في بعض المجرمين أو بالأصح تجار المخدرات الصغار، والذين حولوا تجارتهم إلى شريحة الأطفال، حيث وجدوا بجوار المدارس ملاذا آمنا مربحا لتصريف مخدرات الموت، وبالتالي أصبح بعض تلاميذ المدارس يشترون المخدر بشكل دائم ويعيشون في انتشاء وهلوسة طيلة اليوم وآباؤهم يظنونهم يحصلون الدروس. ثم يتحول هذا التعاطي إلى إدمان، فيصبح التلميذ مدمنا بائسا لا وعي له ولا شعور، ويتحول إلى غبي بعد أن كان نجيبا.
فانتشار المخدرات بجوار المدارس تعتبر من أكبر الأخطار التي تهدد أولادنا، لذا يجب على الأمن وعلى المسؤولين التركيز على هذا الجانب الذي يعد هادما لشريحة مهمة من المجتمع يُعتمد عليها في المستقبل القريب..
فلا يسعنا في هذا المقال الحديث بشكل معمق عن آثار المخدرات السيئة والكارثية على كافة المستويات، التي تمتد من الفرد إلى الأسرة ومن ثم للمجتمع، وبدوره سينعكس بشكل سلبي على الاقتصاد لأنها تحد من قدرة الفرد على الانتاج والتنمية، وتهدد القيم المجتمعية السائدة فيها وتحولها إلى مجتمع مفكك سهل القضاء عليه من قبل أعداءها. لذلك يمكن القول أن ظاهرة المخدرات لا تؤثر على الفرد المدمن فقط بل تنزح أثاره إلى أسرته ومجتمعه، فلو افترضنا أن ظاهرة المخدرات استفحلت في المدارس وبين التلاميذ في مستويات الإعدادي والثانوي فمن الطبيعي أن يدمر جيل كامل، أما لو كان أحد الزوجين مدمنا فسنلاحظ التفكك الأسري المؤدي إلى الطلاق، مما يسمح الفضول بباقي الأسرة إلى تعاطيهم، لسهولة التأثير على الأطفال وتأثرهم بآبائهم وقدوتهم رب العائلة.
لذلك تعمل الدول على القضاء على هذه الظاهرة بكل السبل القانونية الدولية منها والوطنية للحد منها ومواجهة آثارها الكارثية المجتمعية والإنسانية والاقتصادية.
وعلى مستوى الآثار الصحية للمخدرات، فقد تؤدي إلى إصابة خلايا المخ بالضمور والتقلص واضطرابات في القلب، ويحد من قدرة الفرد على التفكير والتحكم بإرادته إلى جانب الأعراض الأخرى كالنحافة والهزل وضعف التفكير والنظر وتلف الجهاز الهضمي والضعف الجسماني، واضطراب الإدراك الحسي، وينقص المناعة مما يجعل جسم الإنسان قابل لكثير من الأمراض التي تؤثر على أجهزة الجسم الأخرى خاصة الجهاز العصبي، والجهاز التنفسي والكبد، التي تدفع المدمن إلى القيام بأفعال لا يقبلها المجتمع ويجرمها القانون، كما أن الجرعات التي تعطى عن طريق الإبر من شخص لآخر تؤدي إلى نقل مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) وبدوره يؤدي للوفاة……

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى