“الملكة أسينات” في صياغة المنظومة الفكرية والادب الرفيع

“الملكة أسينات” في صياغة المنظومة الفكرية والادب الرفيع
د. عباس الجبوري/ العراق
اضحت المرأة رمزاً للإنسانية ً وهي التي اضفت فيها مـن جمال حسي ومعنوي في المشهد الثقافي ، حتى لما يمر بالمجتمع من الم الحياة ونكباتها ،لتشكل بذلك ملجأً وملاذاً للقيم الإنسانية والفكر والأدب ، بهذا النسق المحاكي من صور النمو الاجتماعي …
برزت الأستاذة “سينات” كواحدة من المبدعات لتمثل صورة المرأة في الإدارة والكتابة النسوية المهبرة البيضاء على الاثير والتواصل… لطالما كان موضوع المرأة في الأدب والفن وغيرها من أهم المواضيع الجمالية في الحياة ،لكن الكتابة النسوية أرحب فضاء لكشف أسرار المرأة وملامحها الداخلية والخارجية ، إرهاصاتها معاناتها، آمالها، معبرةً عن صورة المرأة وتطلعاتها إلى المستقبل ،
فهي جزء أساسي لا ينفصل بأي حال من الأحوال من كيان المجتمع الكلي في الحقوق والواجبات ولذلك ظهر الإبداع النسوي في الحقل الأدبي والفني ومفاصل العمل الاخرى، دفاعا عن المرأة، عن كينونتها ووجودها وعن كرامتها، وأن المرأة ليست أقل أهمية في كافة مجالات الإبداع في الحياة بالنسبة إلى الرجل .
لذلك إن الفراسة في نضحك اقلام الكاتبات هي فعل قوي للخلاص والهروب من العادات والتقاليد الظالمة ، بل هروبا من القهرالوجودي العام للصغوط التي ظلت تمارس على المرأةمن السلطة الذكورية منذ أمد بعيد ، كما أن الكتابة فى الوقت ذاته فعل إبداعي خلاق يليق بمكانة المرأة في البناء الحضاري والعلمي والتنموي. وعندما تسعى” اسينات الملكة “إلى تعبئة الادب بالمنظومة الفكرية الثقافية ، من خلال ” إذاعة صوت العرب – ومنتدى صوت العرب” بالثوابت المنظورة في منبر التواصل الاجتماعي والالكتروني الرقمي، إنما تضيء الادب من جماليته وفنيته
، بل تستقصي منابع الادب لغرض التجديد بالفكر والمفاهيم بمستوى النهضة التقنية لعلوم التواصل لدرجة عالية من الصياغة والتعبير الجمالي .. ولا يكاد يختلف اثنان على المكانة الابداعية لمنتداها ، وإذاعة صوت العرب -” أرب فويس ” ونشاطها الحافل بالعطاء وبالهم الانساني والشعري لترسيخ ذائقة الأدب الذي يساهم بتحرير الانسان والمجتمعات من هيمنة التخلف والجهل باشاعته الفكر التحرري الملتزم ليأخذ بيدي الزمان والمكان خطوة الى امام .. ” اسينات الملكة ” أديبة شاعرة باسقة العطاء بالافكار والقيم المجددة والداعية الى نبذ كل ساكن ومتقوقع ، وما تعني به الأستاذة الملكة لدعم تاريخ الانسانية بإتجاه لما ينتجه ادب الواقع وفلسفته لتبين الى الآخر الادب هو ساحة الفكر المنطلق إلى أمام في عالم حر متحضر ..
وهنا نهدف ،تقديم نموذج لماهيّة الحركة النسويّة في فضائها الأدبي والإبداعي. الذي تمثلهما الأستاذة الفاضلة “اسينات” بمقاربات الأدب النّسوي في المعالجه ، وكشفها الفعلي عن مدى مساهمة قيادة الأدب النّسوي في منح النهضة الثقافية العربية الحديثة خصوصيات فنية جديدة، بمدى قدرتها على التّعبير عن الواقع الّذي تعيشه المرأة، حيث اتخذت المرأة من الكتابة ملاذاً لها للتغيير بمدى استيائها من القهر الرجولي، وقد استطاعت مثيلاتها من الكاتبات النّسويات ولوج الحياة من خلال الكتابة،
وذلك بتوظيف مهمة الأدب في نقل الصورة الحقيقية للواقع، وتقديمها من خلال النصوص الإبداعية بجهود عالية واستثنائية ، سواء كانت نمطية أو تقدمية ترصد صورة المرأة التي تحتل مواقع مختلفة في الحياة مثل المرأة الأديبة والمفكرة، وفتحت المجال لمشاركة الرجل في تطعيم المنتج الثقافي بكل ابعاده، لأن الأدب يستطيع أن يؤثر في الواقع كونه على تماس به بحالة تفاعلية بشكل متوازن كونياً ، لإثراء نهوض المجتمع بإضاءة أن الأدب الآن أصبح يقدم صورة المرأة الواعية، بصفتها قضية أو موضوعا، أو شخصية فنية من شخصيات العمل الأدبي تؤدي وظيفة أساسية فيه، وتسهم في بناء العمل الأدبي،
في حقيقة أن الأدب قدم صور المرأة عبر المراحل التاريخية ،ثم بإنتقالة جديدة غير نمطية ، بمكانا يحميها من تشوهات هذا العصر المطلق الحداثة من خلال بروزها في البحث والقصة والرواية والشعر خاصة ، لأن الشعر أروع أنواع الفنون العربية. ومن أمثلتها الواضحة ، فدوى طوقان ، نازك الملائكة ، وليلى عثمان وغيرهن من القامات النسوية… والأستاذة اسينات تتقدم بإصرار على منصة التقديم الإذاعي والوصف الدقيق للحياة بالحرف والكلمة في الخواطر الصباحية الجميلة والقفشات الشعرية الوامضة ،وفي انتقالة إلى غزارة معرفيتها تكتب للصباح والشمس وتقتحم العقول بأشياء كثيرة دون أن يرتجف بين اناملها يراع .. إنه الإيمان المطلق بالادب من يسيّرها ويتحكم في قوانين التفاضل لدى المتذوق والتكامل فيما تكتب وتتصور وترسم في ساحة الثقافة الواسعة .. شكراً لنموذج الثقافة الواعية التي انهمرت فكان ناموس الثقافة قداسة بوحها المفعم بروح المحبة والمكاشفة والتجلي العظيم والعطاء المميز الذي ترك بصمة مهمة للحرف مثقلاً بالدهشةً على منصات الثقافة العربية،ليبقى حرفها على عرش الكلمات متوجاً بدرر الأناقة والجمال والرقي ،،،
د. عباس الجبوري/ العراق