افتتاح الاسبوع الثقافى .. بمسجد رياض الصالحين بأوقاف الرمل بالإسكندرية

افتتاح الاسبوع الثقافى .. بمسجد رياض الصالحين بأوقاف الرمل بالإسكندرية
حماده مبارك
في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف، برعاية ا .د محمد مختار جمعه، وزير الاوقاف، وتوجيهات الشيخ سلامه عبد الرازق وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية ، الشيخ هاشم الفقى مدير الدعوة ، الشيخ وسام كاسب مدير المتابعة ،الشيخ ماهر عبد الجواد مدير الإدارات ، وتحت إشراف الشيخ حسن المرادنى مدير إدارة أوقاف الرمل ، انطلقت فعاليات اليوم الأول من الأسبوع الثقافى بمسجد رياض الصالحين بمنطقة الفلكى التابع لأدارة أوقاف الرمل بالإسكندرية ، اليوم الأحد 2023/9/17 ،بعنوان عالمية الرسالة المحمدية، حاضر فيه، الشيخ إيهاب محمود الشريف إمام وخطيب، الشيخ محمد لطفى شهاب إمام وخطيب ، ومقدما الشيخ فايز عبد الحليم ابو طالب إمام وخطيب المسجد ، الشيخ ايمن محمد بيومى قارئا ومبتهلا، وحضور الشيخ حسن محمد المرادنى مدير إدارة أوقاف الرمل ، الشيخ عطيه فرج مفتش بالإدرة، فى حضور جماهيرى كثيف وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته قال الشيخ إيهاب الشريف ، الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )سبأ28) إن الناظر في آيات القرآن الكريم،والسنة النبوية الشريفة، يجد التأكيد القرآني والنبوي، على عالمية الرسالة المحمدية، فلم تكن يوما خاصة بمكان دون آخر أو مقيدة بزمان دون آخر أو موجهة لقوم دون آخرون ،بل تخاطب كافة الأمم، في كل زمان ومكان؛ وهاهو القران الكريم في غير موضع، بإخلاص العبودية لله وتقديم كل خير للإنسانية جميعها دون النظر إلى لون أو جنس أو عرق أو معتقد، يوجه الخطاب للناس جميعا، ومن ذلك قول الله جل وعلا ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )البقرة21 )وقول الله جل وعلا ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ) فاطر3) وقوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ) الحج1) ولم لا؟ وفى بيان أن القران الكريم لم يكن لقوم دون غيرهم، يقول الله جل وعلا (وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ) يوسف104) ويقول تعالى ( وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ)القلم68) ويقول سبحانه﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ) الفرقان1) ويقول عن نبيه، صلى الله عليه وسلم (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )سبأ28) ويقول سبحانه وتعالى(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا)الأعراف 158) ويقول سبحانه( وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا) الانعام92) وفى الحديث الذي رواه مسلم، عن أبى هريرة رضي الله عنه، يقول النبي صلى الله عليه وسلم ” فُضِّلْتُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: …، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ” فلم يخص الله جل وعلا بالرسالة زمن النبي دون ما بعده من الأزمان، فالرسالة المحمدية صالحة لكل زمان، ولم يخص بها بلده صلى الله عليه وسلم دون سائر البلدان، فالرسالة المحمدية صالحة لكل مكان، ولم يخص بها من عاشوا وقت نزول القران دون غيرهم، ومن اجل مظاهر عالمية الرسالة المحمدية
الإنسانية؛ فلقد جاءت الرسالة المحمدية باسمي القيم الإنسانية؛ فأكدت على تكريم الإنسان، قال تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ) الاسراء70) وأكدت على الإخوة الإنسانية، قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) النساء1) ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف ” أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ” ويقول صلى الله عليه وسلم ” أَنَا شَهِيدٌ أَنَّ الْعِبَادَ كُلَّهُمْ إِخْوَةٌ ” رواه أبو داود) .
ومن ثم ترى أن الرسالة المحمدية قد حذرت من سوء الفعل والقول مع الناس جميعا دون النظر إلى جنس أو لون أو عرق أو معتقد، وتدعو إلى حسنهما مع الناس جميعا، يقول الحق جل وعلا( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) البقرة83) للناس كل الناس ؛ وقال سبحانه ( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )الاسراء53) وقال صلى الله عليه وسلم ” شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَدَعَهُ أَوْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ ” رواه مسلم ).
وفى كلمته قال الشيخ محمد لطفى شهاب،كما إن الرسالة المحمدية تدعوا إلى حسن الصلة مع الناس جميعا، إذ يقول الله جل وعلا (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )الممتحنة8) ويتضح هذا أكثر بالنظر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وما كان عليه المدينة ، إذ كان صلى الله عليه وسلم يجيب دعوة مخالفيه ويحضر مجالسهم ويعود مرضاهم ويواسيهم في مصابهم؛ يعاملهم بأرقى قيم الإنسانية لا يفرق في مثل هذه المعاملة بينهم وبين غيرهم ولما مرض هذا الغلام الذي كان يخدمه، (وكان لم يسلم قبلها) عاده النبي صلى الله عليه وسلم ، ولما مرت جنازة فقام لها النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل له يا رسول الله إنها جنازة يهودي، فقال: ” أليسَتْ نفسًا؟ “؛ ولقد مات النبي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونا عند يهودي؛ مما يؤكد على قيم التعايش السلمي بين الناس في مجتمعهم، حتى وان اختلف اللون أو العرق أو العقيدة .
كما رغبت الرسالة المحمدية في كل ما كان فيه نفع للناس بعظيم الأجر ولو قل العمل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “بيْنَما رجُلٌ يمْشِي بِطريقٍ وَجَدَ غُصْن شَوْكٍ علَى الطَّرِيقِ، فأخَّرُه فشَكَر اللَّهُ لَهُ، فغَفر لَهُ” فخير الناس انفعهم لكل الناس دون تقييد بلون أو جنس أو غير ذلك ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ” خيرُ الناسِ أنفعُهم للناسِ ” رواه القضاعي في مسند الشهاب)كما عد الاعتداء على أية نفس اعتداء على الإنسانية كلها، وتقديم الخير لنفس كتقديم الخير للبشرية كلها، قال تعالى (مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ) المائدة32).
وما زالت الرسالة المحمدية تؤكد على الإنسانية وحسن الأخلاق مع كل الناس حتى كان من تمام الإيمان حسن الخلق مع الناس جميعا فقال صلى الله عليه وسلم ” وخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ” رواه احمد والترمذي) وقال “أَكْمَلُ المُؤمِنِينَ إِيمَاناً أَحسَنُهُم خُلُقاً” كما كان أفضل الإسلام، بل وتمامه، أن يسلم الناس من يد العبد ولسانه، فعن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرِو بْنِ الْعاصِ رضي الله عنه قال : إِنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: “مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ”.
وقد أشاد الشيخ حسن المرادنى مدير أوقاف الرمل، بجهود وزارة الاوقاف، وقدم الشكر للإستاذ الدكتور محمد مختار جمعه وزير الاوقاف، على هذه الأسابيع الثقافية التى بثت الروح الدينية السمحة فى بيوت الله عزو جل.