مونودراما قارئ الفنجان سميولوجيا العرض سأموت قريبا …

مونودراما قارئ الفنجان سميولوجيا العرض سأموت قريبا …
رفيقة قادرى
لا شيئ عضوى أو مادى ينبئنى بذلك الموعد ولكنها فقط ملامح وجه بشع يشكلها ملح التراب الذى سيلتهم الجسد فتسكننى وتلتحم بى … لست مهزوما ولا منكسرا ولا حتى حزين .
انا فقط يقترحنى الزمن الآنى كقربان لزمن سبقنى لم اعشه كما يشتهى انسان أراد اقتراف الحياة فالهمته بكل جنونها وقسوتها ان ما يراه ليس حقيقيا وان الزوايا التى يشوبها الظلام هو ما نطلق عليه بطواعية العبيد اسم الواقع … كلنا قطع لصورة لا تكتمل ابدا …صورة تختلف نسب الضوء والضلال فيها
وكلنا فى تلك الصورة يرى ضوءه فى تلك الناحية فيسعى اليه ويقاطعنا أخرون يرونه فى الناحية الأخرى بينما يذهب أخرون للبحث عن ضوئهم فى زاوية اخرى من اقصى الصورة …وفى خلال ذلك البحث والتموج الحاصل فى الصورة التى نحن قطعها
قد تتشكل وجوه بشعة أو ملامح وحوش أسطورية أو حتى مسوخ مفزعة ولكن الصورة التى لا تكتمل ابدا تعجز برغم تموجنا المضطرب الباحث عن الضوء فى الزوايا المختلفة داخل إطارها عن تشكيل ملامح وردة أو ضحكة طفل او بسمة فنان يضع بصمته الاخيرة على اللوحة وذلك رغم اننا كقطع للصورة
ندعى ذلك ونتخيله فى سيرنا نحو الضوء الذى لا نجده ابدا ..كيف ؟؟لا أعرف؟؟وربما قد يكون سبب موتى القريب اننى لم اعرف ابدا .. إن الأشجار تموت واقفة .. ذلك أنها تموت ببطء، تنسحب من الحياة تدريجياً،
ننظر لها شامخة وفي ظننا أنه شموخ القوة والعنفوان، بيد أن الواقع يفاجنا بعد مدة أن ما نُعجب به ليس سوى شموخ مصطنع، وبأن ما نراه ليس أكثر من جثة ثابتة الجذور . والحياة تنبئنا أيضاً أن بها موتى كثر لكنهم يمضون بيننا، يصنعون زحاماً وضجيجاً وفوضى، يحسبهم الناظر أحياء بيد أنهم ليسوا كذلك!.
ميت كل من ثبت على رأيه بعدما تبين له خطأ ما يعتقد، ومضى في غيه وكبره، مستكبر عن العودة إلى جادة الطريق الصحيح .. ميت كل من توهم الكمال في نفسه، والعبقرية في عقلة، والنبوغ في ذاته، ومضى وقد ارتدى زي القضاة يحكم على هذا وذاك، يلقي من يشاء خلف قضبان الجهل والغباء، ويصطفى من يحب ليضعه في سماء العظمة .
ميت ولو كان شامخاً! من لا تؤثر فيه حوادث الأيام، ودوران الدهر، وظن أن ما عنده هو منتهى الحكمة وغاية المقصد . النص للكاتب العراقي على عبد النبي الزيدي تمثيل سمية بوناب المراقبه التقنية ياسين مجيدي سنوغرافيا أحمد الأبيض إخراج مسعي احمد نبيل إنتاج مديرية الخدمات الجامعية بالوادي