مقالات

ما هو عِلْمُ الحَديث ..!!

ما هو عِلْمُ الحَديث ..!!

كتب_الشريف أحمدالدايم

يكْثُر بيننا هذه الفترة كثرة الأحاديث الموضوعة والضعيفة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
وقد يكون بحسن نيّة، ولكن النيّة الصالحة لا تُصلح العمل الفاسد .

وقد قال الرسول الكريم في هذا بحديث عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ واله وَسَلَّمَ قَالَ: {مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ}
مسلم، البخاري، الترمذي، أبي داوود، ابن ماجة، أحمد

وايضاً في الحديث الثاني.. قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ: {مَنْ حَدَّثَ عَنِّي بِحَدِيثٍ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِين}.
البخاري، مسلم، الترمذي، ابن ماجة، أحمد
ولكن كيف التأكد من صحة الحديث قبل التداول والنشر :
الكُفّار وأعداء الإسلام قد حاولوا تحريف والتلاعب بالقرأن الكريم، ولكن الله هو من يحافظ عليه في قلوب وصدور المؤمنين قال تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) بسورة الحجر الاية 9.
وبعدما عجزوا عن المساس بالقرأن الكريم عادوا من جديد فى إيجاد أحاديث للنبي صلى الله عليه وعلى آله الكرام وسلم، بوضع العديد من الأحاديث الغير صحيحة له والغرض الحقيقي منه التشويه وضعف الدين من خلال الأحاديث النبوية والتي لم يقولها المصطفى صلى الله عليه وعلى آله بيته الكرام وسلم .
والامثلة كثيرة فى الحديث المكذوب أو الضعيف نعطي مثالاً لتقريب وجهات النظر، في الحديث الضعيف .
((يا ابنَ عمرَ دينُك دينُك ، إنَّما هو لحمُكَ و دمُكَ، فانظُر عمَّن تأخذُ، خُذ عنِ الَّذينَ استَقاموا، و لا تأخُذ عن الَّذينَ مالوا)) .

تلاحظ بأن الحديث يخلو من وحدة بلاغية، بخلاف أنه ليس له مصدر موثوق منه بمعنى ( الراوى – أو السند ) .
وأخرج الحديث الخطيب في ” الكفاية ” من طريقين عن المبارك مولى إبراهيم بن هشام المرابطي قال: حدثنا العطاف بن خالد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف، العطاف هذا مختلف فيه، وقد أورده الذهبي في ” الضعفاء” .
والاحاديث الضعيفة عددها مائة حديث نذكر منها البعض لضيق الوقت، ولكن سوف نشرح كيف معرفة الحديث الحسن من الضعيف أو الحديث الموضوع .
· (أوحى الله إلى الدنيا أن اخدمي من خدمني وأتعبي من خدمك) قال الألباني : موضوع .
· “من أحدث ولم يتوضأ فقد جفاني” . قال الصغاني والألباني: موضوع “الضعيفة”.
· “إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان، فأتوها ولو حبواً فإن فيها خليفة الله المهدي”. ضعيف لابن القيّم،. وقال فيه لبن الجوزي لا أصل له .
“والأحاديث التي لا أصل لها تجدها في الإحياء” للسبكي “الضعيفة” .
أحاديث ضعيفة السند قوي على المنابر نذكر منها البعض :
· “إياكم وخضراءُ الدِّمن فقيل: ما خضراء الدِّمن؟ قال المرأةُ الحسناء فى المنبت السوء”، قال العراقى “ضعيف وضعفه ابن الملقن” وقال الألبانى “ضعيف جداً” .
· ” اغْزُوا تَغْنَمُوا، وَصُومُوا تَصِحُّوا، وَسَافِرُوا تَسْتَغْنُوا”
رواه العقيلي في ” الضعفاء الكبير ” وأضعفه الطبراني ايضاً .
· “اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد” قال بن باز: ليس له أصل موضوع .
كيف التأكد من صحة الحديث الصحيح :
على مدار مراحل التاريخ المختلفة أجتهد واعتنى العلماء بجمع الأحاديث النبوية الشريفة وتصنيفها وفقاً لعدة معايير ، وذلك من أجل إخراج كتباً موثوق ومعتمد وليكون مرجعاً للمسلمين في كل زمان ومكان . وعلى كل مسلم أن يدرك مدى أهمية التأكد من صدق الأحاديث الشريفة باعتبارها مصدر تشريع من بعد القرآن .
هناك ستة أنواع من الاحاديث -:
1. الحديث القدسي:
هو ما نقله الرسول صلَ الله عليه وسلم على لسان الله سبحانه وتعالى ، أي أن معناه منسوب إلى الله ، ولكنه مع ذلك لا يعد جزاءً من القرآن مثل اية الكرسي على سبيل المثال أو غير ذلك من الآيات المحفوظة، لأنه لم يأتي بإعجازٍ كإعجاز القرآن الكريم ، ويرجح العلماء هذا الحديث لأنه الأقرب للصواب بما أن لفظه جاء من نبينا الكريم صلّ الله عليه وعلى أل بيته وسلم .
2. الحديث الصحيح:
إن الحديث الصحيح هو الحديث الذي نقل عن الرسول صلَ الله عليه وعلى آله الكرام وسلم وفقاً لسند صحيح لا يشيبه خطأً أو شذوذ ، أي إنه نقل عن أصحاب النبي عبر أهل التقوى والصلاح ، إلى جانب أنه لا يخالف ما جاء في القرآن الكريم . ويعد كل من صحيح البخاري ، صحيح مسلم ، صحيح الموطأ .
3. الحديث الحسن لغيره
وهو حديث جاء من راوي لا يمكن وصفه بالكاذب ، فقد يكون راويه غير معروفة من الأساس ، أو يكون الحديث نفسه قد جاء بعدة روايات مختلفة وسند غير كامل .
4. الحديث الحسن:
وهو ما ورد أيضاً عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفق سند صحيح ، ولكن بضبط الحديث الصحيح ، ولعل أبرز الأمثلة على هذا النوع من الأحاديث هي أحاديث الجامع والمسند والسنن ، وهذه الأحاديث لا تقل بالطبع عن الأحاديث الصحيحة من حيث التشريع لأنها تحمل المعنى نفسه .
5. الحديث الموضوع:
هو حديث كاذب تماماً وليس له أي أساس من الصحة ، كما أنه يخالف سيرة النبي وما جاء في القرآن الكريم ، لذا يجب عدم الأخذ به أو تصديقه .
6. الحديث الضعيف:
هو حديث لا يشمل أي شرط من شروط الحديث الصحيح ، أي أنه مقطوع السند ، وغير مضبوط بشكل سليم ، كما أنه منافي لكل من الحديث الصحيح والحديث الحسن . وبذلك فلا يمكنك الأخذ به أو اعتباره كمصدر من مصادر التشريع الإسلامي ، خاصة وأن ناقله غالباً ما يكون مجهول الهوية .
الختام :
الأحاديث الشريفة الصحيحة تتكوّن من السند والمتن، والسند هم رواة الحديث أو الطريق الذي يوصل إلى كلام الرسول صلى الله عليه على آل بيته الكرام وسلم، أو فعله أو تقريره، والسند؛ هو ما حُدّثَ عن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- والذي يوصل إليه السند في كل الحالات .
والتأكد من صحة الحديث، والحكم عليه بالصحة أو الضعف من خلال مرحلتين رئيسيتين، وفيما يأتي بيان كلٍّ منهما:
* المرحلة الأولى: البحث عن أماكن ورود الحديث الشريف في الكتب المسندة جميعها ما أمكن، ثمّ جمع الأسانيد التي ورد بها، والوصول إلى السند الذي دار الحديث حوله، وتمييزه عن غيره للعمل عليه في المرحلة الثانية .
* المرحلة الثانية: دراسة سند الحديث، أو أسانيده المختلفة دراسةً مفصلةً تشمل جميع الجوانب التي تؤثّر في صحّة الحديث .
لذا وجب ذكر راوي الحديث مع ذكر السند، وإذا ذكر رقم الحديث فالمقصود به ترقيم إحياء التراث .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى