شعر و ادب

طَمْثُ اَلْغِيابِ. .بقلم  الشاعر محمد السعداني

 طَمْثُ اَلْغِيابِ..

.بقلم  الشاعر محمد السعداني

قلبي الأرمل…

لم يتبرأ من طمث غيابك

منذ عشرات القروء…

ما زال يعرج إلى محرابك المهجور ،

ليصلي صلاة الغائب ،

ويترك على أبواب السماء الخرساء

ورود وفائه اليابسة ،

وما تيسر من ترياق البكاء…

ما زال يطلب يد السماء للأرض ،

ويُولِمُ لِقِيامَةِ الحب

برقصةِ الحياة الأخيرة…

تقول مُتَّ و تركتني…

أولم تعرف أن الحب

 يقتات من مشيمة الغيابْ…؟؟؟

تقول مضيتَ و قتلتني …

فمتى كانت سِهامُ الحبيب حِرابْ…؟؟؟

تقول هجرتَ وعريتني …

فهل بعد سَتْرِ الهوى حجابْ…؟؟؟

صحيح يا أنا أنك أضنيتني

لكن تباريح العشق عِذابْ…

فَلِمَ يا محترف الرحيل أغويتني

وتركتني مُضَرَجاً بعشقك

على مقام الانتحاب…؟؟؟

لا تستفتني في الصبر يا سيّدي ،

فالتأويل في كفي رؤى لم تبلغ الحلم…

و الأهواء الناتئة ،

لا زالت تداهم قصائدي

 كلما ركبت مراجيح النضوج.. ؟؟؟

الصبر …

كان وشما مزيفا على ذقن عناقنا البارد ،

تجاعيد ناطقة بحكايات لقاءاتنا التي لم تولد…

الصبر …

نظرة تأكلها عيني من عينيك 

في جوع الشتاءات الباردة

لينسجا منها لحافا لقلوبنا 

المرتجفة بصقيع الغياب…

الصبر…

جِلْدُ مُسِنٍّ يوطن على خارطة الوفاء 

آخر معاقل المحبين…

 لعبة أليمة يمارسها الراسخون في اليقين 

ليشربوا الموت طائعين ،

ويقطروا دمهم نخبا لقلوب

قد تستحق وقد لا تستحق….

نشيد عارٍ من اللحن ،

يلوكه السائرون للهناك،

بكثير من العزم

ليكتبوا ولو وهما 

رسائل من لحم و دم 

لِأَجِنَّةِ عاطفةٍ مهددةٍ بالصدأ…

كي تظل الحياة عذراء

ولا يغتصبها هذا الغياب النرجسي…

                       الشاعر محمد السعداني/ المغرب

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى