أمُّكَ أُمّي…بقلم الشاعر جهاد محمّد طاهر بكفلوني
أمُّكَ أُمّي...بقلم الشاعر جهاد محمّد طاهر بكفلوني

أمُّكَ أُمّي
في رثاء والدة الأخ الغالي قصيّ مصطفى
يا شُعاعاً من وجْهِها معبودا.
كيف تنأى مسافراً لن يعودا؟!.
فيكَ من نفْحِها خلاصةُ عطرٍ.
أتملاّهُ مُبدئاً ومعيدا.
وثراءٌ في الخُلْقِ ريّانُ يُنسي.
ما حواهُ قارونُ صيتاً بَعيدا.
أتحفتْنا بنسْلِها وهْو كنزٌ.
عبقريٌّ ينضّرُ العيشَ عيدا.
هيَ أمٌّ مضتْ إلى الخلْدِ جذْلى.
فتلقّاها باشتياقٍ سعيدا.
لم تغبْ عن أحبّةٍ حملوها.
في الحنايا قُمريّةً غِرّيدا.
ترسلُ الحُبَّ جدولاً من صفاءٍ.
رفَّ ينثالُ في الرّياضِ وُرودا.
يا قصيُّ الحبيبُ ! أمُّكَ أمّي.
وكلانا عانى الفراقَ شَريدا.
أودعَ الرّوحَ في التّرابِ وخلّى.
للأسى المَوضعَ الأثيرَ الفريدا.
يستعيدُ الذّكرى يستريحُ إليها.
ظامئاً ضمَّهُ السّرابُ طريدا.
راعني أن تغيبَ أمُّكَ فجراً.
طالما أهدانا الضّياءَ المَجيدا.
وأوينا إلى الظّلامِ غصوناً.
تقبضُ الرّيحُ ظِلَّها الممدودا.
يا رحيلاً أعاد نيرانَ حُزني.
بعدما خلْتُها تقَرُّ هُمودا.
لا أعزيّ بها الحبيبَ قصيّاً.
وهْي أقوى من الجبال خلودا.
كلُّ ما أملكُ استعادةُ دمعٍ.
كان عنّي معزّياً مستعيدا.
جهاد محمّد طاهر بكفلوني